بسم الله الرحمن الرحمن الرحيــــــم
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *وَمِن شَرِّ
النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ *وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }

{قل}:متعوذا {اعوذ} أي: الجأ وألوذ واعتصم
{برب الفلق} اي فالق الحب والنوى وفالق الإصباح
{من شر ماخلق} وهذا يشمل جميع ماخلق الله من انس وجن وحيوانات فيستعاذ بخالقها من الشر الذي
فيها ،ثم خص بعدما عم فقال:
{ ومن شر غاسق اذا وقب} إي:من شر مايكون في الليل ،
حين يغشى الناس ،وتنتشرفيه كثير من الأرواح الشريرة والحيوانات
المؤذية
(ومن شر النفاثات في العقد) أي ومن شر السواحر اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث
في العقد التي يعقدنها السحره
{ومن شر حاسد إذا حسد }والحاسد : هو الذي يحب زوال النعمه عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر
عليه من الأسباب فاحتيج إلى الأستعاذه بالله من الشر ،وإبطال كيده ويدخل
الحاسد العاين لأنه لاتصدر العين إلا من الحاسد الشرير الطبع خبيث النفس
فهذه السورة تضمنت الأستعاذه من جميع أنواع الشر عموما وخصوصا ودلت
على ان السحر له حقيقة يخشى من ضرره ، ويستعاذ بالله منه ومن اهله

======== تفسير عبدالرحمن السعدي