21 / 07 / 2020, 03 : 03 PM
|
|
مؤسس الموقع
|
المنتدى :
عالـــــــــــم الإدارة |
تاريخ التسجيل |
العضوية |
الدولة |
المشاركات |
بمعدل |
المواضيع |
الردود |
معدل التقييم |
نقاط التقييم |
قوة التقييم |
14 / 03 / 2005 |
1 |
المكتبة |
7,607 |
1.09 يوميا |
|
|
384 |
10 |
|
|
|
|
الإدارة ومعيار التوسم
فهد السلمان
لا يكاد يُغادر مسؤول ما موقعه متبوعاً بتذمر الناس من سوء أدائه، وبيان تقصيره، إلا ويأتي من هو أسوأ منه. هذا ما يحدث في أغلب الأحيان، لا فرق في ذلك بين الإدارات الصغيرة أو الكبيرة، إلا ما قلّ وندر حيث يبدو بمرتبة الشذوذ عمّا أصبح القاعدة الأكثر انتشارا. حتى إنك لتجد بعض الإدارات التي عُمّر فيها المسؤول لعقدين أو أكثر في الماضي، وقد أصبحت تبدّل مسؤوليها خمس أو ست مرات في العقد الواحد تحت وطأة الشكاوى والمشاكل، ومن ثم ارتفاع منسوب التذمر بما يدفع نحو التغيير قسرا. لماذا؟، وما الذي يحدث؟
لا أستطيع أن أزعم أنني أعرف كل ملابسات هذه المعضلة وأسبابها، ولا أدّعي أنني أملك وصفة سحرية للخلاص من هذا الواقع الإداري المتذبذب، هل هو ضرب (على سبيل المثال) من عدوى حمى تبديل المدربين في الأندية الرياضية كلما حلّت بها هزيمة، والتي وصفتها منذ فترة بأنها تبدل مدربيها أكثر مما تبدل قمصان لاعبيها، أم أنها إفرازات وعي اجتماعي بحيث لم يعد المواطن يقبل من المسؤول أن يدير عمله بشكل تقليدي؟ أم أن الأمر يمثل ضعفا في آلية اختيار المسؤول، والدخول بالتالي في دوامة التجريب التي غالبا ما تنتهي بالفشل لفقدان المعايير الأساسية للوصول إلى القيادي الناجح؟ أم أنها الواسطة أو المجاملة أو أو أو..
غير أن اللافت في هذه المعضلة التي تتكرر في السنوات الأخيرة بشكل يتجاوز الظاهرة إن لم يبلغ حد المشكلة، أن آثارها قد أصابت الناتج الإداري خاصة في قطاعات الخدمة بشكل مؤذ، فضلا عن أنها ساهمت في تهيئة مناخ معتكر من عدم الثقة بأي تغيير يتم على قاعدة: (الله يحل الحجاج عند ولده) أو (امسك جنّيّك لا يجيك اللي أجنّ منه) !. وهذا مكمن الخطورة، لأنه بات من الواضح أننا لم نستفد من كل تلك الخبرات التراكمية منذ قيام ما يسمى بالإدارة الحديثة منذ أكثر من خمسين سنة، إلى جانب فقدان أي بارقة أمل في تنظيم إطار مؤسسي لإداراتنا يحفظ الإيقاع الأساسي لهذه الإدارة أو تلك بصرف النظر عن بقاء المسؤول أو تبديله، وبما يكفل أن يكون التبديل بمثابة إضافة جديدة لذلك الإيقاع أو على الأقل إبقاءه في مستواه، أما أن يكون التبديل مدعاة للمزيد من الإخفاق أو التقصير أو التخبط فهذا ما يلزم أن يكون موضع المناقشة.
الموضوع يستحق نقاشا طويلا ومستفيضا، لكنني سأكتفي هذه المرة بإثارته أمام ملاحظة رئيسية تتصل بقياس حجم المنجز الإداري خاصة في قطاع الخدمة العامة مع كل هذا الثراء والسخاء في الإنفاق الحكومي وعائده الشحيح على واقع تلك الخدمات ونوعيتها (؟)، ألا يستحق الأمر إعادة النظر في كيفية اختيار القيادات الإدارية، والتدقيق في مستوى كفاءتها، وآليات إعدادها وتدريبها وتأهيلها.. عوضاً عن أسلوب (ولما نتوسمه فيكم من قدرة) أو الاكتفاء بمعيار (دالات الدكترة) والتي يعلم الله وحده كيف تمت، وكأنها هي عصا موسى أو كف عيسى؟
نقطة أخيرة: أحيانا يكون تبديل المدير كتبديل الملابس الخارجية على ملابس داخلية متسخة ومهترئة، وأحيانا أخرى كتبديل إطار شاحنةٍ مثقوب بإطار دراجة هوائية.. فكروا في الأمر.
توقيع : SALMAN |
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر
الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد
حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@ |
|