خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > النخبة 2011 > سواليف أدبــاء
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 18 / 10 / 2020, 43 : 12 AM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : سواليف أدبــاء
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,605 1.09 يوميا 385 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

الطرق الرملية التي اختطها والدي تعاود حكاية قصة مرورنا من جديد!

لم نُحس بالرحلة التي قرر والدي أن يقطعها بين البلدات الصغيرة ومن ثمَّ عبر الكثيب الرملي إلى المزرعة التي تبعد عن العاصمة ما ينيف عن الثلاثمئة كيلو متر، حيث أخذ اهتزاز سيارة الددسون العتيقة رؤسنا إلى مرحلةٍ أخرى من الوعي؛ تبدل فيها معيارُ الوقت وذهب أدراج النسيان، فبقي منا في كل مكانٍ شيءٌ يتنفس، وذاكرةٌ تضج بالصمت الذي ينتشر في التفاصيل.

كانت الرحلةُ فريدةً من نوعها خصوصًا أنه لم يتسنَ ليَّ قبل هذه المرّة تناولُ الشاي بينما تعلو رأسي شجرة العنب المتسلقة على الأخشاب التي وضعت خصيصًا لتحتضنها فوقَ محل الجلوس المخصص أمام بركة الماء التي تعلوها الطحالبُ الخضراء وبدا ليَّ أن حصة العلوم عن الشعب المرجانية أكثر واقعية مما هي عليه في الواقع، وقد بدت شجرة العنب الطامحة بجلاءٍ تحتضن المزرعة برمتها كما الأم الأروم.

مَرَّت الأيام سريعًا، سوى الليل الذي طال بشكلٍ مهول ساحبًا في راحتيه سجادة النهار، خصوصًا أن مراقبة النجوم من صندوق الددسون تؤخر كثيرًا الزمن السريع الذي نقضيه في الصباح بالتعلم على الرماية، وأتنافسُ مع أخي وابن عمتي على إسقاط أكبر كمٍ من القوارض المنتشرة والتي تقضي على المزروعات، نتحين لها لتخرج من جحورها لأي شأنٍ كان لنسدد لها الضربة القاضية، وعندما لا تخرج نوجهُ طلقاتنا نحو الشواخص الصغيرة التي نبعدها شيئًا فشيئًا حتى لا تستوعب المسافة التي يستطيعها مسدس الرماية لنصقل مهاراتنا بالتحدي، وذاكرتنا بصوت الطلقات التي تتخذُ مستقرًا لها بالأشياء.

لا أدري ما هو الفاصل بين قرارنا العودة إلى المدينة بعد أن هشمنا بعض الوقت مع أكلنا الحبحب البارد، وتناولنا العصيرات في بركة الماء من خلال البوابة الصدئة التي قُضّت بالفراق المتتالي الذي مُنيت به؛ وبين بداية زيارتنا للمزرعة التي تعتمرُ في أجزاءٍ منها الخضرةَ بينما يمثل الأعم الأبلغ منها وجهُ الصحراء الذي قدم معنا من الكثبان الرملية المتعلقة في جوانب هيكل السيارة العتيقة... وإذ لا بدَّ من العودة إلى الرياض ذهبنا للتسارع عبر الكثبان ببساط الريح، لنعاود الاتصال بمكنون الصحراء المتناثر أمامنا، يحيي فينا قطع هذه الطريق الصعبة مرَّة أخرى مستندًا على ضحكات أبي وصرخات ابن عمتي الحماسية... بينما كنتُ مذهولاً من هذا التفاعل الحي مع مكونات الطبيعة بدا ليَّ أن ذاكرتي تتسربُ منيِّ لتلتحمَ بالرمال الناعمة التي لها أعمق الصلة باسمي، الشيء الذي جعلني بعيدًا عنها لأنَّها تعيش في قلبي مُذ ذلك الحين، وعندما يتسنى ليَّ سماعُ صوتي عبر جهاز التسجيل في هاتفي أرى فيه حبيبات رملٍ من الرحلة التي لم تنتهِ لأن الأبواب التي تركناها مشرعةً ما زالت تنتظر قدومًا ينهي الحكاية للأبد.

عدنا إلى المنزل، وإذا بشجرة العنب تمدُّ أغصانها عليه، ما جعل ذاكرتي المتسلقة تبلغ الضفة الأخرى من العالم في اليوم الذي نوديتُ به كثيبًا.

** **

- هيثم محمد البرغش

https://www.al-jazirah.com/2020/20201016/cm3.htm







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 56 : 02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005