ملتقى النخبة - وهم.. السعادة المطلقة


	هاشم عبده هاشم عكاظ لو أن كل مشكلة تواجهنا.. نضعف أمامها.. أو نعجز عن التصدي لها.. أو نقف دون البحث عن الحلول المناسبة لها.. فإننا لا بد ان نفقد عقولنا في النهاية.. لا بد أن نستسلم لحالة من الانهيار التي لا يحتملها القلب.. ولا يقوى على الصمود أمامها الجسد.. أما العقل.. فإنه -في مثل هذه الحالة- يكون مشلولاً ومعطلاً.. وملغى بالكامل.. ولو أدرك الانسان أن مشاكله أهون بكثير من مشاكل غيره.. وان أزماته لا تساوي شيئاً مقارنة بمشاكل وأزمات ومصائب غيره.. لحمد الله.. ولاطمأن الى سلامة عقله.. إن المبالغة والتضخيم للمشاكل والأخطاء.. تسلم الانسان لحالة يأس.. أو لدرجة من درجات الاكتئاب.. وتجعله أضعف من أن يقاوم أي هزة.. أو أن يقف أمام أي مشهد.. أو حالة مهما كانت تافهة.. أو عابرة.. ولو لم يبالغ الانسان فينا.. ولو لم يصور الأمور بأكبر من حجمها.. ولو تعامل مع كل مشكلة بما تستحق.. وفي حدودها الطبيعية.. لعاش حياة أفضل.. ولما شعر بأنه أتعس من في الأرض.. وأقل البشر حظاً.. وأكثرهم تعرضاً للقسوة.. والظلم.. والهوان.. واستباحة الحقوق.. إن التفكير في الجوانب الايجابية.. الحلوة.. في حياتنا.. يخفف من الشعور بالألم.. وبالخسران.. وبالقنوط.. وبالانتقاص للحقوق.. وبالظلم.. كما أنه يوفر حالة من التوازن تؤدي الى درجة أفضل من الاستقرار النفسي.. والرضى.. والاستعداد لتفهم أن الحياة ليست كلها (ألم).. كما أنها ليست كلها (فرح).. بل انها خليط من هذا وذاك.. وأن السعداء هم الذين لا يطلبون المستحيل ويريدون تحققه. فاصلة: (..يستطيع الانسان أن يسعد ويسعد غيره.. إذا فكر في حقوق الآخرين كما يفكر في حقوقه هو معهم..).