ملتقى النخبة

ملتقى النخبة (http://www.m-alnokhbah.com/vb/)
-   اقلام صحفية 2005-2010 (http://www.m-alnokhbah.com/vb/f8/)
-   -   راحة العدل عندما تجيء بعد قلق الظلم..! (http://www.m-alnokhbah.com/vb/t1959/)

SALMAN 04 / 10 / 2005 23 : 07 PM

راحة العدل عندما تجيء بعد قلق الظلم..!
 
بعيد النظر والنظرة يستفيد من عبر الحياة لتكون تجاربها (عبيراً) في قادم أيامه.
وأهم (مفصل) في تجارب هذه الحياة هو: التعامل مع الناس في مواقف الرخاء وأوقات الشدة.. في المنشط والمكره، في إشعاعات الحياة، وفي لحظات إعتامها.
وهنا فقط يتضح معدن الأخيار العادلين ويميز الخبيث من الطيب..!
وتجيء ذروة التعامل التي يتكشف فيها جمال العدل ومن قبح الظلم عندما يتم التعامل مع من هو أقل منك مكانة ومكاناً، وموقفاً واقتداراً.
ولا أبهى من الإنصاف هنا بلسماً عندما يتهادى العدل شلالاً من الارتياح يسكن النفس والوجدان.
هنا.. يفصح الإنسان النبيل عن قدرة العدل وانهزام الظلم..!
**
** أذكر هنا قصة تراثية قرأتها عن أحد الولاة عندما غضب على عبده ذات يوم، فظل يضربه ويردد على مسمعه وهو يهوي على جسده بالعصا أأزيد أم أنقص؟ فرد عليه العبد وهو ملقى على الأرض في أقسى حالاته ضعفاً وعجزاً: (أقلل أو أكثر فإنما هو القصاص يوم القيامة) وهنا سقطت العصا من يد سيده في لحظة عجزه عن مواجهة الظلم، وتذكره لضعفه أمام حساب الله.. وأقسم ألا يضرب هذا العبد، أو يهوي بالعصا على أحد بعد ذلك..!
إنها لحظة استيقاظ روح العدل في الإنسان، والخوف من العاقبة في وجدان هذا القادر الذي خاف الله فانتهى.
**
وأذكر قصة واقعية أخرى معاصرة سمعتها من رجل أعمال نبيل وصادق.. يحكي هذا الصديق - بتأثر - قائلاً: ذات مرة أخطأ حارس لديّ أو ظننت أنه أخطأ فغضبت عليه ورأيت فصله من عمله وبعد اتخاذ هذا القرار وجدتني بعدها في حالة قلق لا أعرف سره، حتى أن أهلي استغربوا ذلك فأنا - بحمد الله - لا أعاني من مرض، ولم أخسر في صفقة تجارية، ولم يسئ إلي - وقتها - أحد، ولم أجد أي سبب لهذا القلق.. وفي لحظة تجلّ منّ الله بها عليّ تذكرت هذا العامل وطلبته للمجيء إلي وكانت إجراءات إنهاء عمله لم تنته - بحمد الله - ثم عندما جاء إليّ سألته: لماذا وقع منه هذا الخطأ والتقصير فأجابني: أنه كان ذاهباً لصلاة الجمعة مشياً على الأقدام، وتأخر في الحضور، وأما أنا فقد كنت ذهبت على السيارة ووصلت قبله فحصل منه الخطأ بسبب ذلك - هنا يقول الصديق النبيل: اعتذرت منه وطلبت بقاءه في عمله بل وكافأته مقابل ما سببته له من إزعاج لخطأ وقع، ولكن بسبب مسوغ مقنع.
ثم يقول الصديق في نهاية روايته لهذه القصة التي حكاها مع جمع من الأحباب: شعرت بعدها بارتياح كبير وعاد إليّ اطمئنان نفسي، وذهب ما كنت أعيشه من ألم لم أكن أعرف سببه..!
**
** وبعد:
لنتذكر - جميعاً - عندما ينالنا تعب أو نصب أو ألم داخلي: أن هذا الألم قد يكون جاء بسبب ظلم أوقعناه على أحد، أو حق سلبناه من ضعيف، أو من تسلط أردنا به أن نظهر قدرتنا واقتدارنا.
لنتذكر - دائماً - أن الله بالمرصاد..!
لنعدل ولا نظلم
لننصف ولا نتجاوز
عندها نرتاح ولا نقلق
وننال رحمة الله الذي كتب على نفسه الرحمة في الدنيا والأخرى.
لجنة العفو وأن تعفو أقرب للتقوى!
** (والصلح خير)
هذا ليس قولي ولكنه قول خالق البشر، والأعلم بما يجعل حياتهم آمنة سعيدة، والحكيم يقول: (جربت السيف واللين فوجدت اللين أقطع) وقد صدق.
من هنا كم سعدت بإنشاء (لجنة العفو والمساعي الحميدة) بإمارة منطقة الرياض التي أمر بها ويرأسها سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
إن إنشاء هذه اللجنة سوف ينشط ويدعم خطوات الإصلاح والعفو ويعضدها بشكل جماعي وتنظيمي، وقد جاءت هذه اللجنة في زمن تشابكت فيه المصالح، وتعقدت أمور الحياة، وازداد الإقبال على الدنيا، وقلّ الإنصاف لدى بعض الناس - مع الأسف - و(لو أنصف الناس لانشرح القاضي) قاضي الشرع هنا وليس قاضي الاسم..!!
ونستشرف إن شاء الله أن تؤدي هذه اللجنة أهدافها التي أنشئت من أجلها في المزيد من مبادرات العفو والصلح، ونشر ثقافة (التسامح) والاقتراب من التقوى وإراحة المحاكم والدوائر الأخرى.
وعسى أن تنشأ لجان للعفو والمساعي الحميدة في كل إمارات المناطق لتعميم مثل هذه (المظلة) التي سوف تحقق بحول الله التوفيق والنجاح بوصف مجتمعنا مجتمعاً مسلماً ينطلق من تعاليم دين قال قرآنه: {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } (237) سورة البقرة، وليت هذه الآية تكون هي شعار هذه اللجان الخيرية الإنسانية لحفز الناس على الاستجابة لها، والتعاون معها، وتفعيل أهدافها الكريمة.
كتب الله عظيم الأجر لمن سن في بلادنا هذه السنة الحميدة في دار ينزع الله فيها الغل من الصدور، والفائزون بها على الأرائك متسامحون سعيدون.
آخر الجداول
** قال الحكيم:




(لما عفوتُ ولم أحقد على أحد
أرحتُ نفسي من هم العداوات)

حمد القاضي

SALMAN 15 / 11 / 2011 44 : 03 PM

رد: راحة العدل عندما تجيء بعد قلق الظلم..!
 
بعيد النظر والنظرة يستفيد من عبر الحياة لتكون تجاربها (عبيراً) في قادم أيامه.
.....

المقال من بدايته يستحق قراءته أكثر من مرة


حسبي الله على كل ظالم وياكثرهم في الانترنت ومنتدياته

نبراس الامل 04 / 12 / 2011 52 : 08 AM

رد: راحة العدل عندما تجيء بعد قلق الظلم..!
 
فعلا الظلم شيء لايطاق الله يكفينا شر الظلم والظالمين ولا يجعلنا نظلم احد بقصد او بدون قصد
الله يعطيك العافيه
وكما ذكرت بعيد النظره هو من يجعل تجاربه عبيرا في قادم الايام

سمرقندي 04 / 12 / 2011 56 : 11 AM

رد: راحة العدل عندما تجيء بعد قلق الظلم..!
 
الظلم ظلمات يوم القيامه
اذكر حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم او في معناه من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين

شكرا ابو يوسف على هذا الموضوع القيم


الساعة الآن 47 : 02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005