ملتقى النخبة

ملتقى النخبة (http://www.m-alnokhbah.com/vb/)
-   اقلام صحفية 2005-2010 (http://www.m-alnokhbah.com/vb/f8/)
-   -   الذكاء وسرعة البديهة (http://www.m-alnokhbah.com/vb/t7664/)

SALMAN 26 / 10 / 2009 29 : 07 PM

الذكاء وسرعة البديهة
 
مقال للدكتور. محمد بن سعد الشويعر عن الذكاء نشر في جريدة الجزيرة
رأيت لجمال الموضوع اختصاره لكم اختصارا لايخل بالمعنى ..على شكل نقاط

==================================
  • الذكاء وسرعة البديهة، خصلتان مقترنتان ببعضهما، فإذا جاء معهما حلم وأناة، ازداد المرء بذلك مكانة في المجتمع، وقبولاً عند الناس، وسيادة في عشيرته، وعند قومه.
  • هذه الخصال لا تكتسب بالتدريب، ولا تشترى بالمال، ولكنها مواهب يَخُصُّ بها الله من يشاء من عباده، وهي جمال يتحلى المرء بها، ومنقبة يُذْكر بها في بيئته،
  • وإذا أردنا أن نضرب نماذج من الذكاء، وسرعة البديهة: سلْباً يضرّ بصاحبه، وإيجاباً ترفع من مكانته وتحقق منافع من وراء ذلك:
  • فهذا في جانب السلب: أبو العلاء وفلسفته غلبه غلام، عندما حادثه في ادّعاءاته بمثل هذا القول:

    وإني وإن كنت الأخير زمانه
    لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل
    فقال الغلام: الأوائل جعلت حروف الهجاء 28 حرفاً.. فزدها واحداً.. فأُفحم أبو العلاء، وتأثر بذلك حتى مات.


    والمتنبي لما اعترضه خصومه، لينتقموا منه، أراد الهروب منهم، فقالوا له: كيف تهرب وأنت القائل:

    والخيل والليل والبيداء تعرفني
    والسيف والرّمح والقرطاس والقلم
    فقال المتنبي للقائل: قتلتني، وكرّ راجعاً على القوم فأحاطوا به وقتلوه
    • أما الجانب الإيجابي، فإنها كثيرة في سير المسلمين، ويهتمون برصدها في تراجمهم، فمثلاً:
    • من دهاة العرب وأذكيائهم، إياس بن معاوية (القاضي)، الذي قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: كان يضرب به المثل في الذكاء والدهاء والسؤدد والعقل، وقال الزركلي في الأعلام، أحد أعاجيب الدهر في الفطنة والذكاء، يضرب المثل بذكائه وزكنه، يقال: أزكن من إياس، والزّكَن حُسْنُ الفِراسَة، قيل له ما فيك عيب إلا أنّك معجب بنفسك؟ قال: أيعجبكم ما أقول؟ قالوا: نعم قال: فأنا أحق أنْ أعجب به، ودخل مدينة واسط، فقال لأهلها، من أول يوم عرفت خياركم من شراركم؟ قالوا: كيف؟ قال: معنا قوم خيار ألفُوا فيكم قوماً، وقوم شرار ألِفُوا قوماً، فعرفت قومكم من هذا العمل: الخيار مع الخيار، والأشرار مع الأشرار.
    • وكان يتعلّم في صغره عند راهب في صومعته فقال الراهب للأطفال: كيف يقول نبيكم إنّ أهل الجنة، لا يبولون ولا يتغوطون، مع كثرة أكلهم وشربهم، فسكتوا ولم يجيبوا على هذه الشبهة، فاستأذن إياس وهو أصغرهم بالجواب، قائلاً للراهب: كم تأكل في اليوم وكم تشرب؟ فذكر له، فقال: هل كل ذلك يخرج منك؟ قال: لا ولكن بعضه الضار بالجسم، قال: فكذلك أهل الجنة، طعامهم وشرابهم لا ضرر فيه، والزائد يخرج على هيئة عرق وجُشاء، كريح المسك
فقال الراهب: أخرجوه من مدرستنا، فإنّه شيطان من شياطين العرب.. وكان يمشي يوماً مع نَفرٍ من أصحابه، وفي منعطف الطريق، خرج عليهم فجأة ثلاث نساء فجفلْنَ.. فقال لأصحابه فوراً: واحدة مُرْضع، والأخرى حامل والثالثة بِكْرٌ. فقالوا: كيف عرفت؟ قال: لما رأيننا فجأة فَزِعْنَ، فوضعت كلّ واحدة، يدها على أعز شيء يهمها، فالمرضع يدها على ثديها، والحامل على البطن، والبكر وضعتها على أسفل البطن.


فلما سألوا: جاءهم الخبر كما ذكر لهم إياس.
  • والشاعر أبو تمام وهو من أصل رومي، ووالده خباز في ديار الشام، كان مشهوراً بالذكاء، ويعتبر مع جودة شعره ممن جدّد في الشعر العربي، واهتم بدلالات اللغة، فقيل له: مالك تقول ما لا يُفهم؟ فأجاب قائلا: ما لكم لا تفهمون ما أقول؟ وقد وصفه الكاتبون عنه: بأنه ذكي الطبع، حاضر البديهة، قوي الذاكرة، قيل إنه يحفظ (14) أربعة عشر ألف أرجوزة، غير القصائد والمقطوعات، وكدليل على سُرعة بديهته وذكائه، وسرعة خاطره، أنّه قد مدح الخليفة العباسي المعتصم، في قصيدته السينيّة، ولما وصل إلى هذا البيت:

    إقدام عمرو في سماحة حاتم
    في حلم أحنف في ذكاء إياس
    قال الكندي الفيلسوف وكان حاضراً، بقصد الإنقاص من قدر أبي تمام: الخليفة فوق من وصفت، وما زدت على أن شبهته بأجلاف العرب، فأطرق أبو تمام، ثم قال على البديهة:

    لا تنكروا ضربي له من دونه
    مثلاً شروداً في الندى والباس
    فالله قد ضرب الأقل لنوره
    مثلاً من المشكاة والنبراس
    ولما كانت العادة أنْ تؤْخذ القصيدة من الشاعر، بعد إلقائها، وكانت مطوية في يده اليسرى أثناء الإلقاء، لم يجدوا هذين البيتين فيها.

    فعجبوا من ذكائه، وسرعة بديهيته، وهما أجود ما في القصيدة، فقال الفيلسوف الكندي، لأمير المؤمنين المعتصم: مَهْما طلب فأعطه، فإنّ فكره يأكل جسمه، كما يأكل السيف المهند غمده، ولا يعيش كثيراً.

ومما يلاحظ، في سير ذوي الذكاء الحاد، أنّ كثيراً منهم، لا يعمر طويلاً، ويتفرّسون ذلك في الآخرين، كما جاء عن أبي العلاء المعري، وما قال عن ذلك الغلام الذكي، وعن المتنبي وأبي تمام، وما قيل عنهما، وهل صحيح أن الذكاء الحاد، والنباهة القوية، لها دور في ذلك؟ هذا ما نأمل من ذوي الاختصاص: طبياً ونفسياً، الإجابة عليه؛ إذْ الوقائع في السير، تثبت شيئاً من ذلك

بحـ الاحزان ـر 29 / 10 / 2009 07 : 10 AM

رد: الذكاء وسرعة البديهة
 
ياخي ماشاء الله عليك


من وين تجين بهذي المواضيع القويه الرهيبه



دمت لنا بود اخي الكريم


الى الامام دوما

عنود الصيد 30 / 10 / 2009 22 : 10 PM

رد: الذكاء وسرعة البديهة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رائعه المشاركه تسلم ابو يوسف

مشكور ويعطيك العافيه

SALMAN 17 / 11 / 2009 33 : 12 AM

رد: الذكاء وسرعة البديهة
 
بحر

من مصادر شتى لدرجة بعضها اكتب كتابة من الكتب

هذا المقال ملخصه تلخيص من مقال للكاتب في صحيفة الجزيرة

عنود

الرائع مرورك انت وبحر ومن سبق ومن يلحق باذن الله

زهرة المدائن 22 / 11 / 2009 44 : 01 AM

رد: الذكاء وسرعة البديهة
 
شكرا لك اخي الكريم
موضوع جميل فعلا
تمتعت بقراءته


الساعة الآن 48 : 04 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005