ملتقى النخبة - دبلومات تسبب البطالة!!

مضى ما يقارب السنتين على أول مرة سمعت فيها عن مشكلة خريجي دبلوم اللغة الانجليزية من جامعة الإمام، الذين ما زالوا يطوفون بين الوزارات والمحاكم وديوان الخدمة المدنية والمسؤولين من أجل أن يكسبوا قضية واضحة بأنهم أصحاب الحق فيها منذ البداية!
والمشكلة تكمن في أن عدداً كبيراً من الطلبة قاموا بالتسجيل في برنامج دبلوم اللغة الانجليزية لمدة سنتين في جامعة الإمام، وبرسوم ليست ببسيطة، ليتمكنوا بعدها من الحصول على وظائف لدى وزارة التربية لتدريس اللغة الانجليزية للمرحلة الابتدائية - التي على ما يبدو تعاني من نقص كبير في أعداد المدرسين!! ولكن المفاجأة كانت عندما رفضت طلبات التوظيف لهؤلاء الطلبة بعد تخرجهم بحجة انهم يحملون شهادات دبلوم وليس بكالوريوس. رغم أن الوعود التي أعطيت لهم قبل الالتحاق بالدبلوم كانت كلها تبشر بحصولهم على وظائف في المدارس بمجرد تسلمهم لشهاداتهم.

لقد تحولت مشكلة هؤلاء الطلبة إلى قضية رأي عام، فقد كانت في بدايتها مجرد محاولات سعي في كسب قضيتهم، ومع مرور الوقت، اتضح لهم أنها ليس فقط قضيتهم، وإنما عبارة عن خلل عام يحتاج إلى عزيمة وقوة وإصرار وقنوات إعلامية من أجل تصحيح هذا الخلل داخل المجتمع. فهناك الآلاف مثلهم ممن يدفعون مبالغ كبيرة للالتحاق في برامج دبلومات على افتراض انها استثمار طويل الأمد يضمن لهم الوظيفة، ولكنهم يحبطون عند رفض طلبات توظيفهم لأسباب غير معقولة، ويكتشفون بعد ذلك أن الموضوع كله كان عبارة عن لعبة تجارية بحتة. والأدهى من ذلك عندما يقررون الصمت على ذلك، ويستمر الوضع بالتدهور.. ولكن، مع وجود فئة مثل طلبة دبلوم اللغة الانجليزية، الذين رغم كل الاحباطات والسلبيات المحيطة بهم، ما زالت عزيمتهم قوية. وهم الفئة التي ستجعلنا نتأمل بألا يصل عدد العاطلين عن العمل في العالم العربي إلى 25 مليون، بحلول عام 2010٭، حسب ما تكرره وسائل الإعلام العربية!!

٭ الإحصائية نشرها المجلس الاقتصادي العربي الموحد (AEUC)

ابتهال السامرائي
الرياض4 يونيو 2005م