ملتقى النخبة

ملتقى النخبة (http://www.m-alnokhbah.com/vb/)
-   عالـــــــــــم الإدارة (http://www.m-alnokhbah.com/vb/f130/)
-   -   التنافس (http://www.m-alnokhbah.com/vb/t9789/)

SALMAN 11 / 03 / 2020 22 : 05 PM

التنافس
 
التنافس

تمت ق
جريدة الرياض | التنافس

يوسف القبلان
من الأخطاء الإدارية الشائعة، أن ينظر المدير إلى من يعمل معه نظرة تنافسية ويتعامل معه تحت سيطرة تلك النظرة وهذا يعني أن يسود بيئة العمل جو من التنافس غير البناء.
الأسلوب الإداري الذي يخدم مصلحة العمل هو أن يستثمر المدير قدرات العاملين معه، ويمنحهم الثقة، وما يتبع ذلك من مسؤوليات وصلاحيات، وأن يتوقع منهم النتائج الايجابية بدلاً من البحث بالمجهر عن أخطائهم.
وعندما يكون التنافس غير البناء هو المسيطر تكون النتيجة بيئة عمل غير صحية من ملامحها ليس عدم التعاون فقط، بل تصيد الأخطاء يتبع ما سبق أن يركز المدير على الشخص الذي ارتكب الخطأ، وليس عن الخطأ نفسه وكأن الهدف هو إنزال العقوبة بدلاً من التعاون على منع حدوث الخطأ مرة أخرى.
هذه الممارسات تأتي كما أشرنا نتيجة غياب النظرة التكاملية التي تقود لو توفرت إلى وجود بيئة عمل مشجعة لا يخاف فيها أحد من نجاح أحد؛ حيث ينسب النجاح للجميع، ولا أحد يهرب من مسؤولية الفشل.
وفي بيئة العمل الصحية يلاحظ أنه في حالة وجود مشكلات، فإن العاملين يعملون كفريق واحد بما في ذلك مدير الادارة بهدف حل تلك المشكلات بدلاً من زيادة الصراعات، ويتم ذلك في جو من الثقة ووضوح الأهداف، واحساس الجميع بأهمية هذه الأهداف وتحقيقها، ومن الملاحظ في بيئة الادارة العامة غياب الدراسات التشخيصية التي تنظر إلى التنظيم من جميع الجوانب وقد تكون هناك بعض المؤشرات ذات الدلالة مثل كثرة التنقلات أو كثرة الاستقالات، أو انخفاض الروح المعنوية، أو سيطرة مشاعر اللامبالاة، وهذه المؤشرات، إن وجدت، لابد من التوقف عندها بالدراسة والتحليل لتحديد أسباب المشكلة وكيفية حلها.
ولكن عندما يكون المدير تحت ضغط كثرة المسؤوليات بسبب عدم التفويض فإنه لن يملك الوقت للتقييم، وفي هذه الحالة لابد من الاستعانة برأي من خارج الادارة للقيام بدراسة شمولية موضوعية وفق معايير مهنية سبق تجريبها وأثبتت فعاليتها.
مثل هذه الدراسة لا تحقق الهدف إلا بشرط قناعة المدير بأهميتها وأن تكون لديه القدرة على الإنصات لما يقوله الاستشاري، والقدرة على تقبل آراء لا تتفق مع آرائه وتطبيق أساليب جديدة لم يكن يمارسها في السابق.
مما سبق يمكن استخلاص أن النجاح يتطلب توفير عناصر بيئة العمل الصحية، وأهمها الثقة، والعمل التكاملي، وحسن التنظيم، والابتعاد عن التنافس غير البناء، والمدير غير المنظم على سبيل المثال سوف يكون دائماً تحت ضغط الوقت، ويشعر أن الوقت لا يكفي، وقد يقوده ذلك الضغط إلى تكوين انطباع بأن معظم العاملين معه غير أكفاء، فإذا كان هذا هو شعوره فكيف سيثق بهم؟
وعند هذه النقطة، قد يظهر في بيئة العمل من يملك الحل، وهنا مربط الفرس فإن كان المدير يحرص على استثمار قدرات من يعمل معه فسوف يرحب بسماع الحل، وإن نظر إلى مرؤوسه نظرة تنافسية فإنه لن يقود إدارته إلى النجاح.


الساعة الآن 42 : 03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005