عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 24 / 12 / 2005, 02 : 10 PM
عمرو عبده
vipvip
المنتدى : الثقافة الاسلامية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
01 / 06 / 2005 834 662 0.10 يوميا 244 10 عمرو عبده is on a distinguished road
عمرو عبده غير متصل

Post وصايا ذهبية لحجاج بيت الله الحرام

الحمد لله تعالى المنفرد بصفات الكمال والصلاة والسلام على محمد صاحب الأفضال وصحبه والآل، أخي الحاج: هذه وصايا أحببت اهدائها لك سائلاً الله التوفيق لي ولك.

الإخلاص.. الإخلاص.. إحذر الرياء

إنك مقدم على عمل جليل وشعيرة مباركة إن وفقك الله على أدائها فأنت على خير عظيم.

ولكن هل استحضرت نيتك وأنت تقصد هذا البيت المبارك؟

فإن استحضار النية أمر لابد منه، ويُعطى العبد من الأجر بقدر نيته ألا ترى أن النبي قال: { إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه } [رواه البخاري].

فاحرص على صدق النية، فإنك لطالما تكبّدت التعب والصعاب، فلا يذهبنّ تعبك باطلاً، وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء [البينة:5]، إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ [الزمر:2]، قال ابن العربي: ( هذه الآية دليل على وجوب النية في كل عمل.. ).

مجاهدة النفس على الإخلاص ورفض الرياء أمر شديد ولكنه يسير على من يسّره الله عليه، ومن قهرها تلذذ بالطاعات ووجد بركة العبادات.

سئل سهل بن عبدالله: أي شيء أشد على النفس؟ قال: ( الإخلاص لأنه ليس لها فيها نصيب ). وقال سفيان الثوري: ( ما عالجت شيئاًً أشد عليّ من نيتي إنها تتقلب عليّ ).

إنك تقدم إلى أطهر بيت في الأرض في خير البقاع، ضيفاً على ملك الملوك جبار السماوات والأرض سبحانه وعز وجل فلا تحدثن أخي قلبك بغيره فاخلص التوجه له سبحانه وتعالى. عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله يقول: { قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه }

لا تكن من أولئك الذين خرجوا إلى الحج رياء وسمعة، حتى يقال لأحدهم: إنه حجّ بيت الله وحتى يلقبه الناس بـ ( الحاج ) ومثل هذا ليس له من حجه إلا التعب والنصب قال : { من سمّع سمّع الله به ومن يرائي يرائي الله به }

فاحذر الرياء فهو الشرك الذي لطالما حذرنا منه النبي : { إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر } قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟ قال: { الرياء } [رواه أحمد]. فالإخلاص.. الإخلاص أخي الحاج فالرياء محبط للعمل.
هل لك في علاج لصغير الشرك وكبيره؟ فقد علمنا رسول الله دعاء إذا قلناه أذهب الله عنا صغار الشرك وكباره. قال : { الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، واستغفرك لما لا أعلم }

وإليك أخي هذه الوصية الثمينة من الفاروق عمر بن الخطاب قال: ( فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس ومن تزين بما ليس فيه شانه الله )

إنها أيام الدعاء فاغتنمها

أما يسرّك: أن تقضى حاجاتك؟

أما يسرّك: أن تُشْفى أو يُشْفى مريضك؟

أما يسرّك: أن يثبتك الله تعالى على دينه الحق؟

أما يسرّك: أن يهديك لما اختُلفَ فيه؟!

أما يسرّك: أن يغفر الله ذنبك ما تقدم منه وما تأخر؟

أما يسرّك: أن يرزقك الله حسن الختام في الدنيا؟َ

أما يسرّك: أن تلقى الله وهو راض عنك؟

أما يسرّك: أن يباعد وجهك من النار؟

أما يسرّك: أن يدخلك الجنة فتنعم فيها مع الأبرار؟

بلى يسرّك أن يحقق الله تعالى لك تلك الأمنيات وما أجلها من أمنيات.

وأنت تتقلب بتلك المشاعر الطاهرة فلا تعجزن عن الدعاء فإياك أن تفوت هذه الغنيمة، وإلا فما فائدة حجك إذا لم تلق بقلبك أمام خالقك تعالى في تلك البقاع؟! فما أغلاها من بضاعة، وما أبخس الذين يضيّعونها.

قسّم العلماء الدعاء إلى قسمين: دعاء العبادة ودعاء المسألة وانظر معي أخي في كلام العلامة عبدالرحمن السعدي طيب الله ثراه حيث قال: ( كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء والنهي عن دعاء غير الله والثناء على الداعين يتناول دعاء المسألة ودعاء العبادة وهذه قاعدة نافعة، فإن أكثر الناس إنما يتبادر لهم من لفظ الدعاء والدعوة دعاء المسألة فقط ولا يظنون دخول جميع العبادت في الدعاء وهذا خطأ جرهم إلى ما هو شرّ منه فإن الآيات صريحة في شموله لدعاء المسألة ودعاء العبادة ).

وهذا هو العلامة القدوة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز قدس الله روحه وشمله بإحسانه وأسكنه بحْبوحة جنانه يقول: ( إن نوعي الدعاء متلازمان وذلك أن الله تعالى يُدعى لجلب النفع ودفع الضر دعاء المسألة ويُدعى خوفاً ورجاءً دعاء العبادة، فعلم أن النوعين متلازمان فكل دعاء عبادة مستلزم لدعاء المسألة وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة ).

فاحرص على الدعاء، ولا يغيب عنك أنه عبادة قال : { الدعاء هو العبادة }

فلا تكونن من العاجزين في الدعاء فإن النبي قال: { أعجز الناس من عجز عن الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام }

إن أعظم ما في تلك الأيام المباركة يوم عرفة، ذلك اليوم الذي ينتظره الصالحون وقد أعدُّوا السؤال واستحضروا الحاجات، فيسألون ربهم تعالى خير الدنيا والآخرة، قال : { خير الدعاء دعاء يوم عرفة }

أين موقعك يومها؟ أفي المستغفرين المقبلين على الله بالضراعة والدعاء؟ أم في الغافلين اللاهين بقلوبهم عن عظمة ذلك اليوم؟! قال الإمام النووي في يوم عرفة: ( وينبغي أن يكرر الاستغفار والتلفظ بالتوبة من جميع المخالفات مع الندم بالقلب وأن يكثر البكاء مع الذكر والدعاء فهناك تسكب العبرات وتستقال العثرات وترتجى الطلبات وإنه لمجمع عظيم وموقف جسيم يجتمع فيه خيار عباد الله الصالحين وأوليائه المخلصين والخواص من المقربين وهو أعظم مجامع الدنيا، وقد قيل إذا وافق يوم عرفة يوم جمعة غفر لكل أهل الموقف ).

إياك ودعاء الغافلين اللاهين وادع دعاء المخلصين، المخبتين قال : { واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب لاه }

وأنت تقف بتلك الربوع الطاهرة لا بد أن أذكرك ببعض آداب الدعاء لعل الله تعالى أن يرحم ضعفك وأنت بين يديه، فعليك أخي الحاج أولاً: أن تقبل على الله خاشعاً متضرعاً راغباً راهباً: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90]. ثانياً: استقبال القبلة. ثالثاً: وهو قبل دعائك: تمجيد الله تعالى والثناء عليه بما هو أهله ثم الصلاة والسلام على النبي ثم تدعو. رابعاً: الإقرار بالذنب والاعتراف بالخطيئة. خامساً: الدعاء ثلاثاً. سادساً: رفع الأيادي وهو دليل المسكنة والتضرع، فعن سلمان الفارسي أن رسول الله قال: { إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين }

الإلحاح في الدعاء

فارج الله تعالى في ذلك اليوم ولا ترج سواه، وجعلني الله وإياك من الملحوظين بتلك المواطن بالإجابة وبلوغ المنى.

إنه موسم الطاعات

هل بحثت في قلبك وأنت تغادر الأوطان وتفارق الإخوان، لم هذا التجشم؟!

لا شك إن كل حاج خرج أو لم يخرج من موطنه إذا فتش في قلبه، أحس بتلك الفرحة والنشوة التي خالطت ضميره وهو ينوي قصد البقاع الطاهرة، رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ [إبراهيم:37].

كم من قلوب ذابت شوقاً للحلول بتلك الربوع الطاهرة.

لا شك أنها أيام الطاعات وموسم القربات فالكل يردد شعار التوحيد: ( لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك ). وفي حديث أنس بن مالك عندما حج النبي حجة الوداع، قال أنس رضي الله عنه: { صلى رسول الله ونحن معه بالمدينة الظهر أربعاً والعصر بذي الحليفة ركعتين ثم بات بها حتى أصبح ثم ركب حتى استوت به على البيداء حمد الله وسبّح وكبّر ثم أهل بحج وعمرة وأهل الناس بهما }

هكذا افتتح النبي حجه، بحمد الله وتسبيحه وتكبيره، { ثم لم يزل رسول الله يلبي حتى بلغ الجمرة }

هل استشعرت معنى التلبية؟ وهل اعتقدتها وأنت ترددها؟

فأنت في قولك:( لبيك ) مجيب لنداء ربك إذا أمرك بحج بيته. أي: إجابة بعد إجابة إو إجابة لازمة.

وأنت في خير البقاع كيف تذهب عليك هذه الأيام في غير الطاعات ولفضل هذه الأيام وانشغال الخلق فيها بالطاعات يغتاظ إبليس ويصيبه الذل والصغار، عن طلحة بن عبيد الله قال: قال رسول الله : { ما رئى الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أرى يوم بدر..}

إنها أيام الغفران فلا تضيعها سدى، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: { ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو يتجلى ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ }

أخي.. الطاعات.. الطاعات.. ولن يُضل الله عبداً التمس مراضيه. وأعانني الله وإياك على التقوى.


تزودوا.. تقوى الله خير الزاد

من عادة الناس إذا نووا الخروج إلى الحج تهيأوا لذلك بالنفقة وكل ما يلزمهم، إذ أنهم مقبلون على سفر طويل وهو أمر جميل.

ولكن هنالك زاد لابد لك منه، وإن لم تتزود به ذهب حجك باطلاً، أتدري ما هو هذا الزاد؟ إنه:( التقوى ). فلا خير في حج يخلطه صاحبه بالمعاصي، فإنها أيام الطاعات وأسواق التقوى، فالذي يعصي الله فيها هو الخاسر عاجلاً وآجلاً. قال تعالى: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ [البقرة:197].

فلتكن تجارتك الرابحة تقوى الله تعالى حتى ترجع بحج مبرور، فقد نهاك الله في الآية السابقة عن الرفث والفسوق والجدال. و( الرفث ): يطلق على الجماع وعلى التعريض به وعلى الفحش في القول. وقال الإمام ابن حجر: ( هو أعم من ذلك وهو المراد بقوله في الصيام: { فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث } و( الفسق ) أخي الحاج: أصله الخروج ويطلق على الخارج من الطاعة فعن ابن عباس وابن عمر وعطاء والحسن وجماعة ( الفسوق ): إتيان معاصي الله عز وجل في حال إحرامه بالحج. و( الجدال ) قال القرطبي:( لا جدال في وقته ولا في موضعه ).

إحرص أن تكون من أولئك الداخلين في قوله : { من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه } أي: بغير ذنب. قال ابن حجر: ( وظاهره غفران الصغائر والكبائر والتبعات ).

وقال : { والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة }

قال الحسن البصري: ( الحج المبرور هو أن يرجع صاحبه زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة ). وقال القرطبي: ( قال الفقهاء: الحج المبرور هو الذي لم يُعص الله تعالى فيه أثناء أدائه ) فلتكن أخي من الفائزين بثمرة حجهم، وما أسعدك يومها.







توقيع : عمرو عبده
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[img]http://img148.**************/img148/7069/2593sc.gif[/img]
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة