عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 30 / 12 / 2005, 56 : 01 AM
عمرو عبده
vipvip
المنتدى : الثقافة الاسلامية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
01 / 06 / 2005 834 662 0.10 يوميا 244 10 عمرو عبده is on a distinguished road
عمرو عبده غير متصل

Post كفى بالموت واعظا

الحمد لله الذي كتب على عباده الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء، والصلاة والسلام على من ختمت به الرسل والأنبياء وعلى آله وأتباعه إلى يوم اللقاء .
* فإن الموت لا ريب فيه، ويقين لا شك فيه قال تعالى : (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) ق:19
فمن يجادل في الموت وسكرته؟! ومن يخاصم في القبر وضمته؟! ومن قدر على تأخير موته وتأجيل ساعته؟! (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) الأعراف 34
* فلماذا تتكبر أيها الإنسان وسوف تأكلك الديدان؟!
* ولماذا تطغى وفي التراب ستلقى ؟!
* ولماذا التسويف والغفلة وأنت تعلم أن الموت يأتي بغتة ؟!
(كل نفس ذائقة الموت) آل عمران:185 (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال
والإكرام) الرحمن: 26،27 (كل شيء هالك إلا وجه له الحكم وإليه ترجعون)
القصص:88
حقيقة الموت
* أخي المسلم:
* يخطئ من يظن أن الموت فناء محض وعدم تام، ليس بعده حياة ولا حساب ولا حشر
ولا نشر ولا جنة ولا نار . إذ لو كان الأمر كذلك لا نتفت الحكمة من الخلق
والوجود، ولاستوى الناس جميعاً بعد الموت واستراحوا، فيكون المؤمن والكافر
سواء، والقاتل والمقتول سواء، والظالم والمظلوم سواء، والطائع والعاصي سواء،
والزاني والمصلي سواء، والفاجر والتقي سواء، وهذا مذهب الملاحدة الذين هم شر
من البهائم، فلا يقول ذلك إلا من خلع رداء الحياء، ونادى على نفسه بالسفه
والجنون. قال تعالى: (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم
لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير) التغابن:7 وقال سبحانه: (وضرب لنا مثلا
ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو
بكل خلق عليم) يس 78،79
ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت غابة كل حي
ولكنا إذا متنا بعـــثنا ونسأل بعده عن كل شيء
* فالموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن، ومفارقتها له، والانتقال من دار إلى
دار، وبه تطوى صحف الأعمال ، و تنقطع التوبة والإمهال ، قال النبي صلى الله عليه
وسلم (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) الترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم
وابن حبان.
الموت أعظم المصائب
* والموت من أعظم المصائب، وقد سماه الله تعالى مصيبة في قوله سبحانه:
(فأصابتكم مصيبة الموت) المائدة: 106 فإذا كان العبد طائعاً ونزل به الموت
ندم أن لا يكون ازداد وإذا كان العبد مسيئاً تدم على التفريط وتمنى العودة
إلى دار الدنيا، ليتوب إلى الله تعالى، ويبدأ العمل الصالح من جديد. ولكن
هيهات هيهات!! قال تعالى : (وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين) فصلت: 24 وقال
سبحانه (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت
كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) المؤمنون: 99،100
قد مضى العمر وفات
يا أسير الغفلات
حصّل الزاد وبادر
مسرعاً قبل الفوات
فإلى كم ذا التعامي
عن أمور واضحات
وإلى كم أنت غارق
في بحار الظلمات
لم يكن قلبك أصلا
بالزواجر والعظات
بينما الإنسان يسأل
عن أخيه قيل مات
وتراهم حملوه
سرعة للفلوات
أهله يبكوا عليه
حسرة بالعبرات
أين من قد كان يفخر
بالجياد الصافنات
وله مال جزيل
كالجبال الراسيات
سار عنها رغم أنف
للقبور الموحشات
كم بها من طول مكث
من عظام ناخرات
فاغنم العمر وبادر
بالتقى قبل الممات
واطلب الغفران ممن
ترتجي منه الهبات
عبرة الموت
* يروى أن أعرابياً كان يسير على جمل له، فخر الجمل ميتاً، فنزل الأعرابي
عنه، وجعل يطوف به ويتفكر فيه، ويقول: ما لك لا تقوم؟
مالك لا تنبعث؟
هذه أعضاؤك كاملة !!
وجوارحك سالمة !!
ما شأنك ؟
ما الذي كان يحملك ؟
ما الذي صرعك ؟
ما الذي عن الحركة منعك ؟
ثم تركه وانصرف متعجباً من أمره، متفكراً في شأنه!!
* قال ابن السماك: (بينما صياد في الدهر الأول يصطاد السمك، إذ رمى بشبكته في
البحر، فخرج فيها جمجمة إنسان، فجعل الصياد ينظر إليها ويبكي ويقول:
عزيز فلم تترك لعزك !!
غني فلم تترك لغناك !!
فقير فلم تترك لفقرك !!
جواد فلم تترك لجودك !!
شديد لم تترك لشدتك !!
عالم فلم تترك لعلمك !! يردد هذا الكلام ويبكي
اذكروا هاذم اللذات
* أخي الكريم :
* حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذكر الموت والإكثار منه، فقال عليه الصلاة
والسلام : (أكثروا ذكر هاذم اللذات) الترمذي وحسنه.
* قال الإمام القرطبي: (قال علماؤنا: قوله عليه السلام: «أكثروا ذكر هاذم
اللذات»كلام مختصر وجيز، وقد جمع التذكرة وأبلغ في الموعظة، فإن من ذكر الموت
حقيقة ذكره نغص عليه لذته الحاضرة، ومنعه من تمنيها في المستقبل، وزهده فيما
كان منها يؤمل، ولكن النفوس الراكدة، والقلوب الغافلة، تحتاج إلى تطويل
الوعاظ، وتزويق الألفاظ، وإلا ففي قوله عليه الصلاة والسلام: «أكثروا ذكر
هاذم اللذات» مع قوله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت)آل عمران:185 ما يكفي
السامع له، ويشغل الناظر فيه.
* ولقد أحسن من قال:
اذكر الموت هاذم اللذات ........ وتجهز لمصرع سوف يأتي
وقال غيره:
اذكر الموت تجد راحة ........ في ادكار الموت تقصير الأمل
أولئك الأكياس
* وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة،
فقام رجل من الأنصار فقال: يا نبي الله ! من أكيس الناس وأحزم الناس؟ قال:
(أكثرهم ذكراً للموت، وأكثرهم استعداداً للموت، أولئك الأكياس، ذهبوا بشرف
الدنيا وكرامة الآخرة) الطبراني وحسنه المنذري
فوائد ذكر الموت
* أخي الحبيب :
* وفي الإكثار من ذكر الموت فوائد منها :
1- أنه يحث على الاستعداد للموت قبل نزوله.
2- أن ذكر الموت يقصر الأمل في طول البقاء. وطول الأمل من أعظم أسباب الغفلة.
3- أنه يزهد في الدنيا ويرضي بالقليل منها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلس وهم يضحكون فقال: (أكثروا ذكر هاذم
اللذات) أحسبه قال: (فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه، ولا في سعة
إلا ضيقه عليه) البزار وحسنه المنذري.
4- أنه يرغّب في الآخرة ويدعو إلى الطاعة .
5- أنه يهوّن على العبد مصائب الدنيا .
6- أنه يمنع من الأشر والبطر والتوسع في لذات الدنيا .
7- أنه يحث على التوبة واستدراك ما فات .
8- أنه يرقق القلوب ويدمع الأعين، ويجلب باعث الدين، ويطرد باعث الهوى.
9- أنه يدعو إلى التواضع وترك الكبر والظلم.
10- أنه يدعو إلى سل السخائم ومسامحة الإخوان وقبول أعذارهم.
أنفاس معدودة
* عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعاً،
وخط خطا في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغراً إلى هذا الذي في الوسط من
جانبه الذي في الوسط، فقال: (هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به- أوقد أحاط به -
وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا،
وإن أخطأه هذا نهشه هذا) البخاري
* وهذه صورة ما خط:
وقال القرطبي: (وأجمعت الأمة على أن الموت ليس له سن معلوم ، ولا زمن معلوم،
ولا مرض معلوم، وذلك ليكون المرء على أهبة من ذلك، مستعداً لذلك)
* وكان بعض الصالحين ينادي بليل على سور المدينة: الرحيل الرحيل. فلما توفي
فقد صوته أمير المدينة، فسأل عنه فقيل: إنه قد مات فقال:
ما زال يلهج بالرحيل وذكره ......... حتى أناخ ببابه الجمال
فأصابه مستيقظاً متشمراً ......... ذا أهبة لم تلهه الآمال
* وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: (ويحك يا يزيد! من ذا يصلي عنك بعد الموت؟
من ذا يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا يترضى ربك عنك بعد الموت؟ ثم يقول: أيها
الناس! ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟مَن الموت طالبه .. والقبر
بيته .. والتراب فراشه .. والدود أنيسه .. وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر ..
كي يكون حاله؟ ) ثم يبكي رحمه الله
بينا الفتى مرح الخطا فرح بما ......... يسعى له إذ قيل قد مرض الفتى
إذ قيل بات بليلة ما نامها ......... إذ قيل أصبح مثخنا ما يرتجى
إذ قيل أصبح شاخصا وموجها ......... ومعللا إذ قيل أصبح قد مضى
* وقال التميمي: (شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت، وذكر الموقف بين يدي
الله تعالى)
* وكان عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه يجمع العلماء فيتذكرون الموت والقيامة
والآخرة، فيبكون حتى كأن بين أيديهم جنازةَ‎!! * وقال الدقاق: من أكثر من ذكر
الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن
نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في
العبادة)







توقيع : عمرو عبده
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[img]http://img148.**************/img148/7069/2593sc.gif[/img]
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة