الموضوع: حليو
عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 18 / 04 / 2005, 05 : 08 PM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : اقلام صحفية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,607 1.09 يوميا 386 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN متصل الآن

حليو

..


يأتيك من يطلب وظيفة فتسأل عنه، فيقال لك (حليو)!! ويتقدم إليك من يخطب ابنتك فتسأل عنه، فيقال لك: (حليو)!! وتحاول أن تتقصى صفات وقدرات إنسان تود أن توكل إليه مهمة ما، فيقال لك:(حليو)!! فما الذي يقصده هؤلاء جميعاً بهذه الكلمة الخفيفة على اللسان الخطيرة في الميزان؟! وهل تغيرت المفاهيم والقيم عند الناس، وغابت عنهم التعابير الدالة على الصفات والقدرات؟!
نقرأ في التاريخ والكتب فنجد أن فلانا أمين، وأن آخر قوي، وصادق، وشجاع، وكريم، وعاقل، وحكيم.. إلى آخر الصفات التي تدل على مزايا متعارف عليها، ويرغب في الركون إليها كل ذي حاجة للاستنارة برأي أو مشورة، بل إن الله عز وجل حين عرض في كتابه الكريم لموسى عليه السلام في سياق الحديث عن صفات الرجال، على لسان ابنة الشيخ.. حين قالت فيه:( إن خير من استأجرت القوي الأمين) حدد صفات واضحة وصريحة للرجل المستأمن على غيره من خلق الله تعالى فمن أين جاءتنا كلمة (حليو)؟ وما المقصود بها تحديداً؟!
أستطيع قبول هذا الوصف حين يطلق على طفل، أو موظفة أو موظف بسيط للاستقبال في شركة أو فندق، حيث أهمية الرقة واللطافة والابتسامة في التعامل مع الناس، أما أن يطلق هذا الوصف على وزير أو سفير أو خطيب أو مدير، فذلك خطير، لأننا في مثل هذه المناصب لا نحتاج إلى إنسان (حليو)، بل نحتاج إلى من يملأ هذا المكان قيمة ومؤهلات وقدرات وخبرات وتجارب مطلقة وواثقة، وهي عوامل أساسية في وصفه بالقوة والأمانة والقدرة والإخلاص وقبل ذلك كله الولاء والانتماء الواعي للوطن والمبادئ.
لسنا في حاجة إلى مسؤول (حليو)، لكننا ننتظر مسؤولاً كفءاً قادراً على قيادة دفة العمل مع فريق يتم اختياره بعناية وأمانة على أساس من الكفاءة والقدرة ومخافة الله، لا على أساس صلة الدم، والقلب، والعقل الموجه، والمحسوبيات الضيقة، نحن ننتظر دائماً مسؤولاً يزن الأمور بعقل راجح، وبدراية ثاقبة، يضع مصلحة المواطن قبل أية مصلحة أخرى، ويقدم مصلحة الوطن على مصلحة التيار الذي ينتمي إليه، لا فرض مفرداته الفكرية على الآخرين من باب الغلو والعنت والأهداف المحدودة.
ونحن في حاجة إلى أن نوطن أنفسنا، أو نبدأ في توطينها على الأقل لتسمية الأشياء بمسمياتها، وأن نتحلى بالشجاعة الكافية والرصانة المطلوبة لإعطاء كل ذي حق حقه، وإطلاق الوصف الحقيقي على صاحبه، فنقول حين نسأل عن فلان: هذا كفء بدليل كذا وكذا، وهذا أمين، وذاك مؤهل، أما ذاك فغير جدير بالثقة، ولا يستحق التكليف بحمل المسؤولية، اللهم إلا إذا كنا نقصد بكلمة (حليو) توبيخاً أو تقليلاً من شأن من نسأل عنه، وربما كان ذلك كذلك خاصة وأننا أهل لغة تسمي الملدوغ بالسليم والأعمى بالبصير.. والمريض بصاحب العافية.. وتاليتها!!!



أ.د. هند بنت ماجد بن خثيلة
الجزيرة







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة