فاصلة:
«لا أحد يطلق النار على الأفكار»

- حكمة عالمية -


بدأت حكايتي مع الحكم والأمثال منذ عشر سنوات حينما ابتدأت أكتب أول عمود صحفي، كنت أحب الاستشهادات التي يختتم بها أديبنا الأستاذ عبدالله الجفري عموده الصحفي الذي كان يكتبه في جريدة الحياة.. وكانت خليطاً من الأقوال ومقتطفات من الأشعار المنثورة.

أحببت أن أبتدئ عمودي الجديد بفكرة مماثلة لكن جديدة، فاخترت أن أبدأ عمودي باستشهاد من الحكم والأمثال ولكن بشرط أن تكون جزءاً من النص بمعنى أن اختار المثل أو الحكمة التي تناسب فحوى المقالة.

كان مهماً أن أبدأ طريق كتابة العمود الصحفي بعد طريق الصحافة الميدانية بأسلوب مختلف..

الحكمة التي تستهل المقالة أحياناً تبدو أصعب من كتابة المقالة نفسها إذ لابد أن أجد عبارة واحدة تختصر كل ما أود إيصاله من خلال المقالة.

وربما حملت الحكمة أو المثل إيحاءات لا يهتم بها الرقيب في عالمنا الصحافي فتمر دونما حذف أو تغيير لأنها من التراث الكتابي.

ومن خلال ما ألمسه من القراء فإن الحكم والأمثال تلفت نظرهم إلا أن هناك سؤالاً دوماً ما يتكرر وأحببت أن أشرككم في النقاش حوله كون هذه الزاوية هي مساحتكم وهي لكم..

السؤال هو لماذا لا أضع في مقدمة المقالة أو استشهد بكلام الرسول صلوات الله وسلامه عليه.. ولماذا الاهتمام بالحكم والأمثال الغربية؟

والحقيقة ان لي وجهة نظر أرجو أن أعرف جدواها من خلالكم فأنا أرى أن كلام الرسول الكريم أعلى من أن أضعه في منزلة متساوية مع الحكم والأمثال.

أما الاهتمام بالحكم الغربية فلأن الحكم العربية قليلة وهذا ربما يعود إلى طريقة جمع الكتّاب للأمثال والحكم وزميلنا الموسوعة الأستاذ فهد الأحمدي ربما لديه معلومات أوسع عن طريق جمع الأحكام وأمثال الشعوب..

أيضاً هناك طبيعة معينة لبعض الأمثال العربية تمنعني من استخدامها حيث تبدو غامضة وتحتاج إلى شرح بينما الأمثال لشعوب أخرى مثل الأتراك أو الفرس أجدها واضحة رغم احتوائها على الرمز الذي أحبه ويوصل المعنى دون إشارة واضحة.

التعامل مع الأمثال يجعل البعض يتابعها والبعض الآخر يربطها باتجاهات الفكر وآخرون يربطونها بشخصية الكاتب لكنني أراها جزءاً من الجهد الذي يتوجب على الكاتب بذله ليوصل أفكاره إلى قرائه.


ناهد باشطح