عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 18 / 03 / 2006, 44 : 03 AM
الصورة الرمزية ندى أحمد كابلي
ندى أحمد كابلي
امرأة من كوكب آخر
المنتدى : اقلام صحفية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
05 / 02 / 2006 1502 خارج الجرّة والمجرّة 506 0.08 يوميا 232 10 ندى أحمد كابلي is on a distinguished road
ندى أحمد كابلي غير متصل

Post ممكن أتعرف على وحدة مطلقة؟

مجلة اليمامة
العدد 1897 - 11/03/2006



شذرات
أميرة علي الزهراني


ممكن أتعرف على وحدة مطلقة؟


في حواري مع إعلامي كبير سعودي حاصل على الدكتوراه ومتحمس كثيراً لحقوق المرأة..
كنت أتحدث معه ذات يوم بشأن منجز بحثي نفّذه يتعلق بهذا الموضوع..
قال في حواره إنه من أكثر المطالبين بحقوق المرأة، والمشجعين لحراكها الثقافي على الساحة
وتأييد ممارستها للأعمال التي يعول عليها كثيراً في حركة التنمية والتطور..
عندها بادرته بالتعليق: هذا شيء جيد.. لو كانت عقلية الرجال هنا على هذا النحو لما شهدنا تخوفاً
من الفتيات في الإقبال على دراسة التخصصات التي تسهم فعلاً، كما يقول، في حركة التنمية
على أساس أن الرجال هنا يفضلونها «مُدرسة»..
قاطعني فوراً: عفواً؛ أنا أشجع وأحمّس النساء، لكن (بصراحة) لا أرضى بأن تكون واحدة منهن زوجة لي!!
في الحقيقة زوجتي مُدرسة، لو لم تكن كذلك لفضلت جلوسها في البيت
لقد اشترطت منذ بدء اختيارها أن لا يكون لوظيفتها (إذا كانت عاملة) أي احتكاك بالرجال..
قلت: ولكنك تؤمن وتطالب بعكس ذلك؟
أجاب: بل وأعجب شخصياً بجرأة وشخصية المرأة الطبيبة أو الممرضة أو الإعلامية أو المهندسة..
لكنني أبداً لا أتخيل أن تتحدث زوجتي مع رجال حتى لو كان بشأن العمل
أبداً لا أتخيل نفسياً لن أكون مرتاحاً.
في عوالم الدراسات العليا يحدث ما لا يصدقه بشر
حكايات مهيبة ترويها الطالبات اللاتي تزوجنّ في منتصف اشتغالهن برسائلهن العلمية
ويتفاجأ المشرف بأنه بدءاً من الآن عليه أن يتعامل مباشرة مع زوج الباحثة الذي طرأ فجأة
(وقد يكون وكيل قريب، أو موظفاً بالبريد، أو بمصلحة المياه والصرف الصحي، أو سائق ليموزين)
ينقل له الدكتور ملاحظاته، والتصويبات، وردود فعله تجاه أوراق البحث التي قدمتها الطالبة
لينقلها الزوج المحترم فيما بعد إلى زوجته الباحثة، يحدث هذا في كثير من المجالات
إحداهن تحتل منصباً مرموقاً في قطاع صحي معروف، بلغت سناً متقدمة ولم تتزوج بعد
تقول لي: تخيلي طوال السنوات الفائتة كلما تقدم لي شاب أو كهل
السؤال الأثير الذي يتم البدء به في الغالب، هو: هل عندك استعداد للانتقال للعمل في الوحدة الصحية للبنات!!

النصوص الدينية المتعلقة بأشد القضايا حساسية صحيح أن مجملها دوّن وروي بواسطة الرجال
(فضلاً عما روته السيدة عائشة رضي الله عنها) إلا أن صوت المرأة فيها كان حاضراً بشدة
وعلى مشهد من النبي صلى الله عليه وسلم. من ينكرحادثة المرأة التي اشتكت للرسول صلى الله عليه وسلم عدم رغبتها في الاستمرار مع زوجها
فطلب منها أن ترد إليه حديقته!!
والأخرى التي طرحت بجرأة شكواها إلى الرسول من أن زوجها يتبتل بالصلاة طوال الليل
فلا يؤدي حقها عليه!!
وتلك التي تحدثت على مشهد الصحابة للنبي برغبتها في الطلاق من زوجها الثاني لعدم كفاءته الجنسية
ورغبتها في العودة إلى زوجها الأول!!
وحكاية المرأة الشهيرة التي اعترفت بخطيئتها للرسول، فطلب منها الانتظار حتى تلد طفلها وترضعه!!
وفي صحيح البخاري ومسلم الكثير من المرويات بهذا الشأن..
ثم يأتي من الرجال المحترمين من يحول من مجرد مهاتفة زوجته للسنترال، أو مع هندي صاحب الدكان
أو موظف البنك إلى قضية، أزمة تستحق العقوبة عليها، أو ربما الهجران.


في برنامج (سيرة وانفتحت) الذي خصصت حلقته قبل شهرين حول الإحصائيات الأخيرة التي أشارت إلى أن 84 من العجز الجنسي للرجال في المملكة هو بسبب الاكتئاب!!
سأل مقدم البرنامج (زافين): لماذا بلغ الضعف الجنسي أرقاماً قياسية في السعودية؟
متوجهاً بسؤاله إلى طبيب الذكورة اللبناني الذي يعمل في مستشفى بجدة
فيجيبه الطبيب: لأن موضوع الجنس هو الموضوع الأثير عند الرجل السعودي
إنه يحتل أعلى مرتبة في اهتماماته (طبعاً، هو يقصد بالتالي: أن ما يستعمل كثيراً، يعطب كثيراً)

ويبرهن الطبيب على كلامه بأن أول سؤال يطرحه المريض عليه في العيادة بعد عملية البروستاتا
أو دوالي الخصية، أوغيرها من علل الذكورة، هو: متى أقدر أجامع زوجتي؟!
قبل سؤاله عن وصفة العلاج، أو الاحتياطات التي ينبغي اتباعها!!
يقطع حديث الطبيب اللبناني الطبيب السعودي الجالس على الطاولة نفسها ليقول: هل تصدق، لقد أجريت عملية بروستاتا لرجل عمره مائة عام، السؤال الذي بادرني به فوراً بعد العملية: أقدر أجامع زوجتي يا دكتور؟

يسأل (زافين) مباشرة: ولماذا يحتل موضوع الجنس هذه الأهمية عند السعوديين؟!
يجيبه الطبيب: لأن السعودية لم تنفتح ثقافياً على العالم إلا في العشر أو الخمس عشرة سنة الأخيرة!!
ينتهي البرنامج، يعرض بعده مباشرة وعلى قناة المستقبل نفسها، فيلم للمخرجة إيناس الدغيدي (لحم رخيص) يروي قصة زواج ثلاث صديقات، فيما تتزوج واحدة رجلاً لبنانياً يحب الفرفشة والغنج والرقص، تتزوج الثانية شاباً مصرياً رومانسياً، بينما تقع الثالثة (وفاء مكي) في فخ الزواج من سعودي، همجي، كبير في السن اختارها من بين عدة فتيات عرضن عليه بسبب مؤخرتها المتورمة، متزوج قبلها بثلاث نساء، تقيم الزوجات الأربع جميعاً في شقة ضيقة، ممتلئة بالأولاد والبنات، وفي أول ليلة لها معه ينقض عليها مثل الفريسة، وبينما هي تصرخ مذعورة، يردد بثقة (حلالي)!!
بعد انتهاء الفيلم، وفيما أنت تقلب بامتعاض المحطات، وعندما تلمح شريط الرسائل العابر أسفل القنوات، فإنك ستجد الإجابة عن كل هذا، من خلال الرسالة الأكثر تداولاً في شريط التمرير
(أسكن بالرياض ممكن أتعرف على وحدة مطلقة..
أسكن بالشرقية ممكن أتعرف على وحدة مطلقة..
أسكن بجدة ممكن أتعرف على وحدة مطلقة..).







توقيع : ندى أحمد كابلي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أنا امرأة أُرهِقت بأحلامها
وشاخت بأمانيها
رفضت مفاهيم كوكبها الخاطئة...
فلفظها!
فجردت نفسها بكل فخر من اسمه
فهي بلا أحلام ، بلا أماني وبلا هوية أرضية
فاختارت الحياة على كوكب آخر

ويسعدني أن أكون "امرأة من كوكب آخر"


*جميع الحقوق محفوظة للكاتبة،بما فيها التوقيع*
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة