الموضوع: الواسطة
عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 21 / 04 / 2006, 21 : 02 PM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : اقلام صحفية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,605 1.09 يوميا 385 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

الواسطة

الواسطة ظاهرة اجتماعية موجودة في كثير من المجتمعات، وهي ظاهرة قديمة جداً، فقد نشأت مع حاجة الإنسان إلى تأمين متطلبات معيشته، وتحسين حياته الاجتماعية. وقد لجأ الناس منذ القدم إلى الواسطة عند من لديه السلطة أو المال لتأمين حياتهم وترقية أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.
ويبدو أن الواسطة قد تصبح ظاهرة مرضية أو سلبية إذا كان لها تأثير سلبي على المجتمع، من حيث حقوق الناس. ويحدث في بعض الأحيان أن يوضع شخص في غير مكانه أو أن يعطى أكثر مما يستحق، وذلك نتيجة للواسطة السلبية، حيث إنه قد يكون قريباً من المسؤول، أو صديقاً له. وقد تكون الواسطة إيجابية ولا ضرر منها إذا أتاح المسؤول لذوي الكفاءات الجيدة الوصول إلى المراكز الوظيفية التي يستحقونها ولا يستطيعون الوصول اليها، نظراً لخجلهم أو لانطوائيتهم أو لعدم وجود من يقرر كفاءتهم واخلاصهم وتفانيهم في خدمة الوطن.

وبالرغم من أن للواسطة بعض الجوانب الإيجابية إلا أن سلبياتها كثيرة، وخاصة عندما يوضع الإنسان غير المناسب في المكان غير المناسب. وفي اعتقادي أن الواسطة مرفوضة في نواحي الكفاءة في العمل أو في النواحي الأكاديمية بشتى صورها. وقد اصبحت الواسطة في بعض الأحيان طريقاً يسلكه بعض الناس للوصول إلى ما يريدون. ومع ذلك، فإن الواسطة السلبية في طريقها إلى الزوال أو الاضمحلال نتيجة لانتشار التعليم وزيادة الوعي لدى المواطنين.

والواقع أن الواسطة في المجتمعات المتقدمة اصبحت شبه نادرة، حيث إن الكفاءة في العمل والاخلاص فيه هما المقياس الأساسي للنجاح في تلك المجتمعات.

ومع ذلك فقد قال الشاعر العربي القديم:-

الناس للناس من بدو وحاضرة

بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم

فخدمة الناس شرف يحمله البعض، واذا لم يستطيعوا ان يلبوا طلبات الآخرين او ان ينفذوا لهم ما يريدون، فيمكنهم بالأخلاق الحسنة ان يجعلوا من أتى بالواسطة ينصرف راضياً مسروراً وهناك كثير من الناس، من المسؤولين من يتميزون بقدرتهم على عدم تلبية طلب الآخرين للواسطة، ومع ذلك فهم محبوبون من الجميع، لأنهم بدماثة أخلاقهم وقوة شخصياتهم يمتصون غضب الآخرين بعدم تلبية طلباتهم غير المنطقية.

ان المجتمع السعودي مجتمع إسلامي متكافل، تطبق فيه الشريعة الإسلامية التي تعطي كل ذي حق حقه بقدر الإمكان، ولو التزمنا بأخلاق ومبادئ الإسلام لأصبحت الواسطة نادرة أو موجودة في حدود ضيقة جداً، وفيما يخدم الإنسان والمجتمع.

والله ولي التوفيق.


د. أحمد عبدالقادر المهندس







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة