الموضوع: للنساء فقط
عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 29 / 04 / 2006, 43 : 11 PM
الصورة الرمزية اساور الماضي
اساور الماضي
ادارة المهمات الخاصة للمنتدى
المنتدى : الحياة الاجتماعية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
19 / 03 / 2005 4 2,831 0.40 يوميا 290 10 اساور الماضي is on a distinguished road
اساور الماضي غير متصل

للنساء فقط

عملية ذكية جداً أن تبدو المرأة أصغر من سنها، وأن يبدو كل إنسان أكثر فتوّةً مما هو عليه.
وهذه العملية أي اهتمام المرأة بديمومة صباها... تعود إلى عدة عوامل ومسببات أهمها نظرة
الرجل الأولى التي تعتمد على الظاهر لا الباطن... واهتمام الناس بالمظهر لا بالجوهر...
هذه الأقوال تنطبق على النظرة العابرة لا الصابرة... وعلى الغريب لا القريب... والقريب
يضمحل إعجابه بالظاهر من باب الاعتياد، ويركّز على الجوهر من حيث الاحتكاك والتعاون
والتعامل! ومن احتكاك الجوهر بالجوهر تحدث الاختلافات.. وما صدف في يوم أن تشاجر
زوجان بأنهما اختلفا على شكل (وجهيهما) أو حجم (أنفيهما).
فهذه الشكليات تحل أمورها في اللقاء الأول عادة، فإما يحوز الآخر على القبول أو يُرفض
الرفض المعقول...
لكن اهتمام المرأة بالقيل والقال، ورغبتها في الاستحواذ على الجمال يجعلها تهتم بجمالها
وتحاول إظهاره.. هذا والله ليس بالشيء السيء، فإن الله جميلٌ يحب الجمال...
من أسباب اهتمام المرأة بتجديد صباها هو خوفها أن تنظر عين الرجل إلى سواها..! فهي
تعرف أنه يحب كل جديد؛ لذا تهتم بالتفوق على أترابها بإرادة من حديد...
ومن الأسباب الخوف من الشيخوخة. والشيخوخة تعني الانحسار والخسارة وهي تعني
الانسحاب إلى الظل.. ومراعاة وملاطفة الكّل..! وإلا فلا محبٌّ ولا صديق.. ولا رغبة تُلبّى
عند الضيق...
ومن الأسباب المهمة لاهتمام المرأة باللّمعان... هو وجود أخريات أصغر سناً في كل مكان.
وكل (صغرى) سوف تحظى بالاهتمام، وفي سبيلها يكون الشِّعر والإلهام... وبالتالي فإن كل
سجال في الغرام سوف يكون نتيجة حتميةً لمصلحة الفتاة الصبيّة..!! ومن الناس من تتأصل
في نفوسهم عقدة الاحتفاظ بالجاذبية...
من خلال السنين والخيبة القصيّة، ومن الأيام القاضية المقضيّة، ومن بعض الغيرة الحريفة..
ومن بعض الحسد بمظاهر الشباب، ومن الصحة الضعيفة تستمد المرأة قوتها لتجديد المحاولة..
علّها تبقى نجماً مضيئاً في سماء الحياة حتى الممات.. ولها الحق كل هذا الحق في هذه المحاولة...


منذ القديم صبغت النساء شعورهن بالحناء، وغليْنَ قشور الرمّان ليخفين المشيب في ليالي الشتاء. ومن القديم.. تباهين بالأقراط.. وخشخشن بالخلاخيل ليَسبيْن العاشق العليل..!
ومنذ القديم تشنشلن بالأسوار ودفنّها معهن في القبور والمغاور..
واستجمع الرجال قواهم يستخرجون الفيروز ليقدموه عربوناً لحبيباتهم في النيروز.. ووضعت
المرأة القلادة لتصبح جديرةً بالحب وتلقى السعادة...
وإذ تتقدم المرأة بالسن... تشعر بأن كل هذه الهِبات.. أصبحت تليق فقط بالبنات.. وتعرف أن
الرّوحات والغدوات، وأساور المرجان والثروات شحّت كثيراًَ.. وتغيرت المناظر تلك التي كانت
قديماً تجيء عن طيب خاطر.. وحتى الحنان واللقاء السعيد.. وذلك التمجيد والركوع المديد..
وتقبيل الأيادي!! قد أصبحت كلها ضائعة وملكاً (للأعادي)...
(والأعادي) يكنّ من الصبايا، ذوات حمرة الشفاه الأصيلة، وذوات الجديلة الطويلة... وصاحبات
العيون الآسرة الكحيلة... اخشوشنت البشرة وظهرت عليها البثرة..!! تَجعّدت الأجفان..
وظهرت خطوط الهمِّ والأحزان.
وكاد زمام الأمور يفلت من الأيدي.. فماذا فعلت النساء عبر العصور..؟
صبغن شعورهن بالحناء، وانطلقن عبر المسافات يبحثن عن رجاء...
من هذه النقطة بالذات.. بدأن النضال للاحتفاظ بالجمال...
في نهاية هذا المقال.. يبقى يُحيّرني سؤال: لماذا غابت (القناعة) عند هؤلاء الرجال..؟!



د. محمد غياث التركماني







توقيع : اساور الماضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لاه لاه احرجتني ياقوقل خخخخخ <<<<وش متقطع من المستحى

قــــوانين الملتقى ....[/color][/size]

تعليق اداري

رد مع اقتباس مشاركة محذوفة