عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 24 / 05 / 2006, 08 : 11 PM
جود
عضو بالمرتبة الأولى
المنتدى : الثقافة الاسلامية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية العمر المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
04 / 04 / 2005 45 49 115 0.02 يوميا 235 10 جود is on a distinguished road
جود غير متصل

رضى الله من رضى الوالدين

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏رضى الله في رضى الوالدين‏.‏ وسخط الله في سخط الوالدين‏)‏ أخرجه الترمذي‏.‏ وصححه ابن حبان والحاكم‏.‏


هذا الحديث دليل على فضل برّ الوالدين ووجوبه، وأنه سبب لرضى الله تعالى‏.‏ وعلى التحذير عن عقوق الوالدين وتحريمه، وأنه سبب لسخط الله‏.‏

ولا شك أن هذا من رحمة الله بالوالدين والأولاد؛ إذ بين الوالدين وأولادهم من الاتصال ما لا يشبهه شيء من الصلات والارتباط الوثيق، والإحسان من الوالدين الذي لا يساويه إحسان أحد من الخلق‏.‏ والتربية المتنوعة وحاجة الأولاد، الدينية والدنيوية إلى القيام بهذا الحق المتأكد؛ وفاء بالحق، واكتساباً للثواب، وتعليماً لذريتهم أن يعاملوهم بما عاملوا به والديهم‏.‏

هذه الأسباب وما يتفرع عنها موجب لجعل رضاهم مقروناً برضا الله، وضده بضده‏.‏

وإذا قيل‏:‏ فما هو البر الذي أمر الله به ورسوله‏؟‏

قيل‏:‏ قد حَدَّه الله ورسوله بحد معروف، وتفسير يفهمه كل أحد‏.‏ فالله تعالى أطلق الأمر بالإحسان إليهما‏.‏ وذكر بعض الأمثلة التي هي أنموذج من الإحسان‏.‏ فكل إحسان قولي أو فعلي أو بدني، بحسب أحوال الوالدين والأولاد والوقت والمكان، فإن هذا هو البر‏.‏

وفي هذا الحديث‏:‏ ذكر غاية البر ونهايته التي هي رضي الوالدين؛ فالإحسان موجب وسبب، والرضى أثر ومسبب‏.‏ فكل ما أرض الوالدين من جميع أنواع المعاملات العرفية، وسلوك كل طريق ووسيلة ترضيهما، فإنه داخل في البر، كما أن العقوق، كل ما يسخطهما من قول أو فعل‏.‏ ولكن ذلك مقيد بالطاعة لا بالمعصية‏.‏ فمتى تعذر على الولد إرضاء والديه إلا بإسخاط الله، وجب تقديم محبة الله على محبة الوالدين‏.‏ وكان اللوم والجناية من الوالدين، فلا يلومان إلا أنفسهما‏.‏


وفي هذا الحديث‏:‏ إثبات صفة الرضى والسخط لله، وأن ذلك متعلق بمحابه ومراضيه‏.‏ فالله تعالى يحب أولياءه وأصفياءه‏.‏ ويحب من قام بطاعته وطاعة رسوله‏.‏ وهذا من كماله وحكمته وحمده، ورحمته ورضاه وسخطه، من صفاته المتعلقة بمشيئته وقدرته‏.‏


والعصمة في ذلك‏:‏ أنه يجب على المؤمن أن يثبت ما أثبته الله لنفسه، وأثبته له رسوله من صفات الكمال الذاتية والفعلية، على وجه يليق بعظمة الله وكبريائه ومجده‏.‏ ويعلم أن الله ليس له نِدٌّ، ولا كفو، ولا مثيل في ذاته وأسمائه، وصفاته وأفعاله‏.‏ والله أعلم‏.‏


الحديث السادس والتسعون من كتاب بهجة قلوب الابرار وقرة عيون الاخيار في شرح جوامع الاخبار للشيخ عبدالرحمن السعدي رحمة الله تعالى



منقوووول







توقيع : جود
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة