عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 24 / 03 / 2005, 15 : 12 PM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : اقلام صحفية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,608 1.09 يوميا 386 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

ساحات الانترنت والهذر

أحيانا تدخل إلى ساحات الإنترنت، وهي ساحات تنتشر عبر شاشة الكمبيوتر، وأنت تريد الاطلاع أو المعرفة، أو لعلك تجد موضوعاً يستحق القراءة، لكنك تفاجأ بشيء من الانحطاط الفكري والسقوط في مهاوي الردى، والتي يربأ الشخص العاقل أن يمارسها أو يراها، فترى سيوفاً من خشب متهالك تعرض أنفسها وقوتها في الساحات، لسبب بسيط وهو أن هؤلاء جاء لهم متنفس من إطلاق القلم دون رقابة من الخلق، فأغلب هؤلاء (ولا أقول الكل) يكتب وهو لا يقيم وزناً لعقل أو شيمة أو دين، ولا يراعي حرمة أخيه المسلم الذي يتناوله بالشتم والسباب المنهي عنه. ثم ان الكارثة الأخرى هي أن من يكتبون في الإنترنت أغلبهم أشباح مختفية عن الأنظار، فهي تتحرك في الظلام ولا تريد النور أو المواجهة، وإذا رجعت إلى الملف الشخصي لأحدهم فستجد عبارة (ملف العضو مخفي بناء على طلبه)، هكذا يخفي نفسه لسوء ما يكتب في تلك الساحة، والاتجاه العام لدى أولئك أنهم ضد الكل، بل بعضهم ضد نفسه وأسرته ومجتمعه وحياته أيضاً!! فماذا يريدون؟ لا هدف سوى الهذر والقدح أو لنقل التشفي لقصر قاماتهم..
وأغلب كتاب الإنترنت يجتمعون على شيء واحد، وهو أنهم يتخلقون بأخلاقيات بعيدة كل البعد عن مهنة شرف القلم الذي كان أول ما علم الله الإنسان، لأنه شرف يحتوي على كل ما هو سام ونزيه وغال من الفكر أو الطرح، وهذا مفقود في عرفهم، فتجدهم يتناولون الأشخاص أو الأسرار أو القبائل بكثير من التجريح الذي يغيض أصحاب الفطرة السليمة، وهم يفسرون ما يكتبون انه نقد، سواء أكان سياسياً أو اجتماعياً أو دينياً، لذا تجد العبارات الحارقة المارقة من سهوم أولئك الجهلة بقوانين الحوار المتزن، الذي يناهض الحجة بالحجة والعقل والنقل معاً، فهذا ينصب نفسه عقلاً سياسياً، وذاك ينصب نفسه محتكراً للدين وأنه هو أهله لا غير، والآخر يكتب لك عن عورات البيوت التي يجب أن لا تشاع بين الناس، فماذا يريدون يا ترى؟
هل يريدون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين؟ أم يريدون تفريق الأمة والبلدان والعشائر والأسر إلى شذر مذر؟ ربما، أو ربما أن أغلبهم من المراهقين، سواء المراهقة الزمنية أو الفكرية.
عجيب أمر هؤلاء الإنترنتيين الذين يطلون علينا ملثمين أو يرتدون الحجاب الساتر لسوأة أقلامهم ووجوهم المظلمة حقاً، والأمر الآخر أنك تجد أن أكثر من يلهثون بالكتابة في الإنترنت هم من ايدلوجية معينة يحاولون فرضها بالقوة على غيرهم، وكأن الله أوصى لهم وحدهم بهداية الأمة بكلام فج سامج لا يقبله عاقل، فما بالك بمنحاهم وطريقة تناولهم الذي يتميز بالغلظة والجفاء في آن واحد، وإذا ما دخل أحد معهم في نقاش انقلبوا إلى ملصقين للتهم ضد العباد والبلاد هرباً من سوق الحجة الواضحة، لأنهم خاليو الوفاض.
إن أخلاق العرب الخلص والمسلمين الأنقياء الأتقياء، تفرض على الناس نوعاً من الترفع عن المهاترات والشتيمة، لكن هذه غير موجودة في الإنترنت وساحاته الكثيرة جداً، وربما أن هناك من العقلاء الذين لهم مواقع يشرفون عليها من يتحرك بعقل لمراقبة نتوءات النبتات الشيطانية التي تكشر عن أنيابها عبر مواقعهم، فيحجرون على السفيه كما أمر الشارع بذلك، ولربما قال متحذلق منهم ان الجدل والنقاش والحجة وحرية الرأي، كلها تعطينا أن نجابه من يخالفنا ونحاول أن نوضح له ما نريد وما أراد، لكني أقول ليس من الحكمة أو العقل، بل ليس من الدين أن تجعلوا الإسفاف ديدنكم في التناول للمواضيع والأشخاص، هذا إذا كنت ممن يرى أن رسالته هي التنوير للناس بالتي هي أحسن، أما من يرى عكس ذلك فذاك هو الذي نعني والذي لا قيمة له أو لما يكتب. وحسابنا وحسابهم على الله.


محمد ابو حمراء
الجزيرة

22 3 2005</O:p







رد مع اقتباس مشاركة محذوفة