عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 23 / 09 / 2006, 47 : 01 AM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : الركن الرابع
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,607 1.09 يوميا 386 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

عشوائيتنا في رمضان

كثير منا لا يستفيد من تجاربه ولو تكررت!! فتجده يقع في الأخطاء ذاتها، وكأنه يتعمد الوقوع في الخطأ، وليست هذه المصيبة، ولكن المصيبة والخلل العظيم يتمثلان في عدم الاستفادة من التجارب الماضية بشكل يتأكد في شأن المناسبات المتكررة. ولعل أقرب هذه المناسبات دخول شهر رمضان المبارك الذي سيظلنا خلال الأيام القليلة القادمة - نسأل الله أن يبلغنا ويجعلنا فيه من المقبولين -.
ومع دخول هذا الشهر، وخصوصاً أول ليلة منه وأول يوم منه، لو تأملت حال الناس لوجدت كثيراً منهم كأنه لم يعلم بدخول رمضان إلا تلك اللحظة!! فتجده في شغل شاغل لتلبية احتياجات الشهر، وخصوصاً فيما يتعلق بالمشروبات والمأكولات، ولا تثريب على أحد أن يسعى إلى توفير ما لذّ وطاب من الشراب والطعام في ذلك الشهر العظيم، لكن ما أود الحديث عنه هو تلكم العشوائية وذلكم التزاحم لتأمين تلك المتطلبات التي تنشأ عنها عدة أمور، منها عدم تلبية الاحتياجات من الأصناف المطلوبة بالصورة الصحيحة، ومنها استغلال ضعفاء النفوس من التجار لمثل هذا التزاحم؛ وذلك لتسويق بضائع ربما تكون رديئة أو على وشك الانتهاء، بل ربما تكون منتهية الصلاحية. ورغم تقديري للجهود التي تبذلها الأجهزة الحكومية ذات العلاقة إلا أن مثل ذلك التزاحم لا شك سيفوت على مراقبي تلك الجهات - مهما بلغ عددهم وبلغت قدرتهم - ضبط كل المخالفات.
ولعلي أنتقل إلى الحديث عن عشوائية أخرى في ذلك الشهر الفضيل تستمر منذ أول يوم من الشهر إلى آخر يوم منه إلا وهي ما قبل لحظات الإفطار؛ فشوارعنا قبيل أذان المغرب تجدها قد غدت مضماراً لسباق رالي سيارات؛ فكل كارثة من كوارث الطرق تراها قاب قوسين أو أدنى، فتكاد تقع، بل ترى كوارث شنيعة - حمى الله الجميع - قد وقعت بالفعل، وفيها هلاك للأنفس وتلف للأموال وترويع للناس، وكل ذلك يحدث، وكأن مصيبة المصائب أو أم الكوارث ستقع لو رفع أذان المغرب وهؤلاء لم يصلوا بعد إلى بيوتهم!! فحدث ولا حرج عن الفوضى؛ فالإشارة المرورية تذبح من الوريد إلى الوريد حيث تراها تقطع عياناً بياناً، والسرعة على أشدها، والنظام المروري والالتزام الأخلاقي والذوق العام... كل ذلك مضروب به عرض الحائط!! ناهيك عن أن الأعصاب متوترة، والأنفاس محبوسة، والفطر منكوسة، وكأن غروب الشمس قد تقدم عن موعده دون علم أولئك القوم، وتلك عجيبة!!
لقد أفسد ذلك كله روحانية الصوم وجمال رمضان وسكينة لحظات الإفطار!! وماذا يضرّ أولئك المتعجلون لو تقدم الواحد منهم بالخروج من منزله بوقت كاف، بل بوقت فيه من الاحتياط لمفاجآت الطريق ما يكفي؟!
أين أولئك من قوله تعالى ممتدحاً عباده المؤمنين بالسير هوناً حين قال: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)؟! أين هم من مراعاة حقوق الآخرين المتمثلة في الإحسان للناس وعدم إيذائهم؟! أين هم من طمأنينة الصيام وسمو الصائم وروحانية النفس المؤمنة المخبتة الآمنة المطمئنة؟؟! أين هم من الاستفادة من تجاربهم في رمضانات مضت؟؟!! أين هم من رسم الصورة الحقيقية والمعاني السامية لمدرسة الصوم أمام غير المسلمين؟؟!! أين هم من ذلك كله؟؟!!
لمَ لا يضبطون أعصابهم وينظمون أوقاتهم فيبينون لجميع من يراهم من مسلمين وغير مسلمين تلك الصورة الحقيقية والمعاني السامية لتلك المدرسة التي قال الله عنها: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ؟)

=============
أحمد بن محمد الجردان
=============







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة