الموضوع: جهابذة ...
عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 02 / 04 / 2005, 30 : 10 PM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : منوعـــــات 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,607 1.09 يوميا 386 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

جهابذة ...

العطس متعة، والذي يغالط.. عليه أن يتذكر حاله إذا (طارت) العطسة قبل أن يفجرها!
المتعة قد لا نحسها إلا إذا فقدناها، فالشم ممتع حتى لو كانت الروائح المنبعثة من حولنا (مش ولا بد)! والسمع ممتع حتى لو كان ما نسمعه يفقع الكلوة!
كذلك نحن نعيش في جماعة، والجماعة قد يأتيك من أذاها ما يصيبك بنزيف المخ، لكننا نرضى المخاطرة في سبيل الأنس بقرب (الحبايب) فأذى الحبيب ألذ من أكل الزبيب!
المصيبة أنك قد (تدفع) لتتمتع فتشرب المقلب مرتين، فربما تشتري تذكرة من أجل فيلم سينمائي فتكتشف أن أحداثه دموع ونكد والتهاب قولون، وإذا هربت بجلدك من مكان العرض حفاظاً على القولون.. تتذكر فلوسك التي ذهبت مع الريح فينفجر الطحال في أحشائك وتتداعى أمعاؤك التواء وانبساطاً!
ومصيبة المصائب أنّ لا شيء يتركك في حالك، فحتى لو كنت تمارس متعة الخلوة بالنفس والتأمل في الكون، فقد تطاردك ذكريات مؤلمة من الماضي، وقد تتذكر أشخاصاً تتمنى ألا تراهم بقية عمرك، فتتحول متعة التأمل إلى كابوس، ويكون حصادك من الخلوة سكتة دماغية لا ترحم شبابك اليافع أو شيبك الناصع!!
لكنك قد تترك كل شيء! وتلجأ إلى القنوات الفضائية أو الاذاعات، وهنا تكون قد ذهبت برجليك إلى أعظم فخ اخترعه الإنسان!
كما أنك قد تكون عبقرياً وتقرر الامتناع عن كل شيء، فلا تأمل للكون، ولا مشاهدة لأفلام أو قنوات فضائية واذاعات، ولا اختلاط بالناس، ولا ... ولا... لكنك خلال تمتعك بالسكون والهدوء وأنت مضطجع تفاجأ بالهاتف يرن ويرن، فترفع السماعة فإذا بشخص يسألك عن شخص آخر، فتقول له إن الرقم خطأ، فيفتح معك نقاشاً بأن صاحب هذا الرقم هو الذي أعطاه له، وأنه سبق أن حدثه على نفس الرقم، ثم يبادرك بسؤال: هل هذا الرقم انتقل باسمك منذ فترة قليلة أم هو مرتبط بك منذ سنوات؟ وهكذا تتبدد المتعة التي اخترعتها عبقريتك، وتجد دمك وقد وصل الى مرحلة الغليان، وتكتشف أنّ لا متعة حقيقية في هذا الكون مهما كنت ذكياً وعبقرياً وفيلسوفاً وألمعياً!!
لكن جهابذة العباقرة تجاوزوا كل هذه التجارب، وحظوا بنصيب وافر من المتعة، فهم يستمتعون ب(المتاح) من المتع، فيتنفسون الاكسجين مستمتعين دون أن يدفعوا شيئاً، ويرمشون سعداء دون أن يلومهم أحد، ويتثاءبون مسترخين دون أن تصدر أوامر بحرمانهم من التثاؤب، ويهرشون ظهورهم منتشين دون قيود تحرمهم الهرش والحك وقتما يشاءون!!
هؤلاء هم الجهابذة، فهل تريد أن تنضم اليهم؟ إن كنت كذلك، فأبدأ من الآن، وأعطس يرحمك الله وقتما تريد، فاقتناص العطسة متعة لا يعرفها الا من تطير عطسته، فيحصد الحسرة على فرصة فلتت بعد أن كانت، قبل ثوان، ملء اليد والفم والأنف!!



عبدالباسط الشاطرابي
م الجزيرة








التعديل الأخير تم بواسطة SALMAN ; 02 / 04 / 2005 الساعة 35 : 10 PM
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة