عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 15 / 02 / 2007, 21 : 01 PM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : اقلام صحفية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,607 1.09 يوميا 386 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

خواطر عن الحب في يوم الحب

الحب للوالدين بر.. والحب بين الزوجين بناء.. والحب للأبناء رعاية.. والحب للأصدقاء مودة.. والحب للزملاء وفاء.. والحب للوطن ولاء.. والحب للحياة فرح.. والحب للأطفال حنان.. والحب للشيوخ رحمة.. والحب للنظام حضارة.. والحب للأخلاق سمو.. والحب للنظافة رقي.. والحب للعلم تطلع.. والحب للثقافة أفق.. والحب للخير إنسانية.

في الحب أنت تمتلك ممن تحب قدر ما يملك ذلك المحبوب منك.. وتنطبق تلك العلاقة من المحبة الموزونة على الأمور والأشياء والأشخاص والأحداث والمنافع التي يتوق إليها المحب.

في الحياة حالات حب تتفاوت بين شخص وآخر.. قد تجسدها لحظة أو ساعة أو مكان عزيز كما عبر عن ذلك الشاعر حيث قال:

قد يهون العمر إلا ساعة

وتهون الأرض إلا موضعاً

وأفاض الناس في التعبير عن الحب شعراً ونثراً.. لكن الذي خلده التاريخ هو ما قيل في الحب شعراً.. بل إن العرب لم تكن تعد الشاعر شاعراً إلا إذا أبدع في قول قصائد الحب.. والعديد من الذين خلدهم الشعر العربي هم شعراء قصروا شعرهم على الحب والعشق والغزل.. والغريب أن أجمل القصائد المتداولة عن الحب اليوم هي قصائد قيلت قبل أكثر من ألف سنة.. فهل معنى ذلك أن الحب قد هرم وشاخ في قلوب الشعراء المحدثين.. أم أن نهر الحب قد جف كما تجف الأزهار تحت هجير الشمس؟

في رأيي أن الحب لا يمكن أن يحدث من أول نظرة.. فهذا قد يكون إعجاباً لكنه ليس حباً.. حيث إن الحب أحاسيس وعلاقات متبادلة بين طرفين.. فالحب من أول نظرة (في نظري) على غرار حب المراسلة وحب المشاهير من فنانين أو لاعبين أو رجال أعمال.. هو من حالات الوهم لا الحب.

وفي رأيي أيضاً أن الحب العذري حالة حرمان قسرية إما خارجية أو داخلية.. فلا يوجد حب عذري بالمعنى المعروف.. فالحب بين الذكر والأنثى لا بد أن يصل إلى أعظم حالات الاتصال البشرية.. حتى يكون هناك حب بين ذكر وأنثى.

الاستغراق في الحب هو حالة هوس.. أما الاستغراق في حب ميئوس منه فهو حالة مَرَضيَّة بلا شك.. إلا إذا كان من ورائها جلب مصلحة أو اتقاء شر فهي إذاً حالة تمثيل متواصلة الأداء.

الحب هو أكثر المشاعر التي تتم المزايدة فيها على المستوى الفردي أو الجمعي.. وهنا أقصد مطلق الحب.. وهذه غالباً ما تكون لعبة الدراويش والشعراء والسياسيين.

الحب يمكن أن ينمو سريعاً ويمكن أن ينمو ببطء.. كما يمكن أن يتوهج بسرعة وأن ينطفئ بسرعة.. لكن لا بد من إشعال فتيله.. هذا الفتيل قد يكون نظرة وقد يكون صوتاً وقد يكون ثناءً وقد يكون إحساناً.. والأكيد أن الشعلة لا بد أن تنطفئ إذا لم يكن هناك تواصل مستمر.. فالحب كما قلنا تواصل وعلاقة تبادلية متصلة.. والأكيد أيضاً أن الحب يمكن أن يبرد مع الزمن أو مع زيادة سلطة التملك.. أو اكتشاف التفاصيل التي يسكنها الشيطان.

محب الحياة يؤمن بالتعايش.. وهو في الغالب شخص مرن يتصف بصفات المؤمن التي حددها رسول الهدى عليه السلام حين وصف المؤمن (بالهين اللين).. ذلك هو محب الحياة.. الذي لا يريد أن يكون صلباً فيكسر ولا رطباً فيعصر.. والمحب للحياة هو بالضرورة محب للناس وللبيئة وللنظام وللإنتاج ولفعل الخير.

وإذا كان الحب هو أكبر المواضيع الإنسانية التي تتم المزايدة فيها.. فإن الحب للوطن هو أبرز مواضيع الحب التي تتم المزايدة فيها.. لذلك فإن المزايدة في حب الوطن لا تؤخذ بالجد الكافي من لدن الآخرين.. فكلنا نعرف أن الذين يؤثرون الوطن على أنفسهم معدودون.. وإن الأكثرية تزايد بحب الوطن لفظياً.. إذا كان ذلك لا يمس مصالحهم من قريب أو بعيد.

الأصل في علاقات الناس ببعضها هو الحب.. وإذا كان بخلاف ذلك فلا بد أن يكون نتيجة تجربة أو شحن أو سوء فهم أو مرض نفسي يدعو إلى كره الآخرين.

الحب يمكن تلقينه ويمكن اكتسابه من المحيط.. ويكون في هذه الحالة حباً واهن الخيوط يمكن تقطيعها عند أدنى شد كما يمكن نقضه عند أدنى حجة أو مسبب لذلك النقض.

يمكن أن تصل درجة حب الآخر إلى حد المساواة بحب النفس.. كما في حالة معظم الأمهات والآباء تجاه أبنائهم.. أو بعض الأتباع تجاه قادتهم.. أو بعض المواطنين تجاه أوطانهم.. أو بعض العشاق تجاه من يعشقون.. وهذا نادر ولا يبين إلا في الحالات القصوى التي يستعيذ منها الناس

م.عبد المحسن بن عبد الله الماضي







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة