عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 19 / 05 / 2005, 15 : 05 PM
بحر الحنان
عضو حاصل على المرتبة الثانية عشر
المنتدى : مطبوعات 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
08 / 04 / 2005 50 3,226 0.46 يوميا 297 10 بحر الحنان is on a distinguished road
بحر الحنان غير متصل

كتاب "فوات الوفيات" نوادر العرب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هي التي فعلتها



قرأت في كتاب "فوات الوفيات" ، أن عبد الملك بن مروان بعث أحد رجاله إلى الشاعر الماجن حمزة بن بيض، وقال له : جئني به على أية حالة وجدته، فذهب إليه فوجده داخلاً إلى بيت الخلاء، فقال: أجب أمير المؤمنين.

فقال حمزة بن بيض : ويحك ! أكلت كثيراً وشربت نبيذاً حلواً وقد أخذني بطني.

فقال له رَجٌلٌ عبدالملك : لا سبيل إلى مفارقتك، ثم أخذه وأتى به إلى عبد الملك، فوجده قاعداً ، وعنده جارية جميلة يتحاظنها وهى تجر العود وتبخر أمير المؤمنين.



فجلس يحادثه ويعالج ما هو فيه من داء بطنه. فعرضت له ريح فسيبها ظناً أن يسترها البخور.

قال حمزة في نفسه : فوالله لقد غلب ريحها ريح البخور والند.

فقال عبدالملك : ما هذا يا حمزة ؟

فقال : على عهد الله والمشي إلى بيت الله والهدى إن كنت فعلتها، وما فعلها إلا هذه الجارية.

قال: فغضب وخجلت الجارية وما قدرت على الكلام.

ثم جاءتني أخرى ففسيتها وسطع والله ريحها فقال عبد الملك : ما هذا ويلك ؟ أنت والله الآفة.

فقال حمزة : امرأتي طالق إن كنت فعلتها.

وهذه اليمين لازمة لي إن كنت فعلتها. ثم قال للجارية ويلك ما قصتك ؟ قومي إلى بيت الخلاء إن كنت تجدين شيئاً, وطمعت فيها .



فجاءتني الثالثة فسرحتها، فسطع ريحها ما لم يكن في الحساب، فغضب عبد الملك حتى كاد أن يخرج من جلده ثم قال: يا حمزة، خذ بيد هذه الجارية فقد وهبتها لك وامض فقد نغصت على ليلتي: فأخذت بيدها وخرجت. فلقيني خادم فقال : ما تريد أن تصنع ؟

فقلت : أمضى بها.

فقال: والله لئن فعلت ليبغضنك بغضاً لا تنتفع به بعده، وهذه مائتا دينار، فخذها ودع هذه الجارية.

فقلت : والله لا نقصتك من خمسمائة دينار.

فقال: ليس إلا ما قلت لك، فأخذتها منه وأخذ الجارية.



فلما كان بعد ثلاث ليال دعاني عبد الملك، فلقيني الخادم فقال: هذه مائة دينار أخرى وتقول ما لا يضرك ولعله ينفعك ؟

فقلت : ما هو ؟

فقال : إذا دخلت إليه تدعى عنده أن تلك الفسوات الثلاث أنت فعلتهن.

فقلت : هاتها فلما دخلت وقفت بين يديه وقلت : الأمان يا أمير المؤمنين.

فقال : قل.

فقلت : أرأيت تلك الليلة ما جرى من الفسوات ؟

قال : نعم.

قلت : علي وعلي إن كان فساهن غيري. فضحك عبد الملك حتى سقط على قفاه وقال: فلم ويلك ما أخبرتني؟

فقال حمزة: أردت خصالا :

منها أني قمت وقضيت حاجتي, ومنها أنني أخذت جاريتك، ومنها أنى كافأتك على أذاك بمثله، حيث منعني رسولك من دفع أذاي.

قال: وأين الجارية؟

قلت: ما خرجت من دارك وأخبرته الخبر. فسر بذلك وأمر لي بمائتي دينار أخرى.

وقال: هذه لجميل فعلك، وتركك أخذ الجارية.


منقول







رد مع اقتباس مشاركة محذوفة