عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 05 / 04 / 2005, 23 : 01 PM
الصورة الرمزية اساور الماضي
اساور الماضي
ادارة المهمات الخاصة للمنتدى
المنتدى : اقلام صحفية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
19 / 03 / 2005 4 2,831 0.40 يوميا 290 10 اساور الماضي is on a distinguished road
اساور الماضي غير متصل

حكم البشــــــــــــر



قال العالم النفساني د. جوزيف ميرفي: (لا تحكم على الآخرين بما لا تحب ان يحكموا به عليك، كما ان المقياس
الذي تقيس به الآخرين يقيسونك به، ولكي تصدر حكما صائبا حقيقيا فيجب ان تعاشر الشخص وان تفكر جيدا لتصل
الى حكم عقلي او نتيجة صحيحة في عقلك).
وقال الشاعر:



لا تمدحن امرءا حتى تجربه
ولا تذمنه من غير تجريب



اي ان هناك أساسا متينا يحكم العلاقة بين الناس ومرده الى التجربة والمعايشة والصدق مع النفس، فأعجب
ممن يطلقون الاحكام الجاهزة على الاشخاص دون تفكير ودون تمحيص ودون سند من الحقيقة والواقع.
فتجد احدهم يقطع بأن شخصا ما غير منضبط وغير مؤهل و.. و.. الخ.. فاذا سألته عن مصدر معلوماته تجده يعتمد
على ما قاله زيد من الناس وما افتى به عبيد ويصر على حمل فكرته المغلوطة التي جمعها من اقاويل تتداولها
الركبان.
وقد عودتنا التجارب ان من يرفض الاقتراب وتغيير الفكرة المسبقة غير مؤهل حتى لمعرفة الآخر فاذا كانت صورة
هذا الآخر نابعة من الحكاوي والأقاويل وسواليف المجالس فان زبدة الحكم هذه فيها من الابتعاد عن ملكة العقل
الشيء الكثير وتشي باختلال التوازن الذي يعد من اهم سمات الشخصية السوية.
فالحكم على الناس لا يكون دقيقا وموضوعيا الا من خلال اتجاه قواعد السلوك ومعاشرة الطرف الاخر فترة
كافية ومن هنا تتضح حكمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مضمون رده على الرجل الذي زكى انسانا سأل
عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد قال له: هل رافقته في سفر، هل جاورته في سكن، هل شاركته في
تجارة، فلما اجاب بالنفي وقال اذن انت لا تعرفه، مبينا ان هناك حيثيات متبعة تمكننا من الحكم على الآخرين بموضوعية وحياد تام دون الاعتماد على اخبار مشكوك في مصداقيتها قد تكون نابعة من الغيرة او الحسد
او مجرد الخوف من نجاح الاخر وتفوقه.
ففي هذه الأساليب الحياتية التي ذكرها الرسول - صلى الله عليه وسلم - تتمكن من سبر اغوار الشخص الآخر
فتتضح درجة ثقافته واخلاقياته وجده واجتهاده ويظهر جليا ما يمتلكه من معارف متنوعة وفهم للحياة وكيفية
الوقوف ابان الازمات، ولا يتم ذلك بالطبع من خلال اللقاء العابر والعلاقة السريعة والرابطة الواهية والانصات
وتصديق ما يقوله الوشاة واصحاب الغايات.
ان اغلب نكباتنا اليوم تكمن في عدم تحكيم العقل ورؤية الآخرين كما هم فعلا لا كما يراد لهم ان يكونوا لذلك
اصبح التسرع في الحكم على الآخرين سلبا او ايجابا بعيدا عن الموضوعية والاختبار الدقيق والاحتكاك المباشر
سمة من سمات المجتمع العربي وسببا من اسباب تخلفه وتراجعه وظهور عدد من الامراض والاوبئة تغلغلت في
دواخله.
فالاقتراب من الحقيقة يحتاج الى تهيئة ارضية صلبة من التواصل ودراسة الشخصية عن قرب لنستطيع ان نميز
الغث من الثمين والتبر من التراب. ليس كل ما يلمع ذهبا وياما في السجن مظاليم



قماشة العليان
جريدة اليــوم







توقيع : اساور الماضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لاه لاه احرجتني ياقوقل خخخخخ <<<<وش متقطع من المستحى

قــــوانين الملتقى ....[/color][/size]

تعليق اداري

رد مع اقتباس مشاركة محذوفة