الموضوع: طرائف الطيران
عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 24 / 08 / 2007, 16 : 04 PM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : اقلام صحفية 2005-2010
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,605 1.09 يوميا 385 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

طرائف الطيران

الطرائف والأحداث كثيرة عند السفر بالطائرة إلى مكان ما، سواء كان ذلك السفر بعيداً أم قريباً، فمنذ الوهلة الأولى التي يتم التجهيز فيها للسفر، يمكن توقع بعض المفاجآت فحجز مقعد وتأكيده لا يعني الخلود إلى الراحة والاطمئنان على المقعد المحجوز؛ فقد يفاجأ المرء عند وصوله إلى المطار أن حجزه قد ألغي بعذر ما، أيسره أن يقول أحد المسؤولين عن الخطوط إن شخصاً ما قد اتصل من قبلكم وألغى الحجز، ومن ثم يبدأ مسلسل الجدل الذي لا ينتهي حتى تطير الطائرة، ويحاول تهدئتك بأنه سيعمل ما في وسعه للحجز لك على الرحلة الآتية.

وعندما تحصل على بطاقة صعود الطائرة فليس بالضرورة أن تقل الطائرة ذات الرقم الذي تحمله بطاقتك، فيمكن أن تأتي المفاجأة ليعتذر منك المسؤول عن الخطوط، ويطلب منك التريث للرحلة الآتية، في الوقت الذي يطلب من بعض الركاب الذين بجانبك أن يتفضلوا بالصعود إلى الطائرة، معللاً فعلته تلك بأن الطائرة المبرمج لها على هذه الرحلة قد أصيبت ببعض العطل، مما حدى بالخطوط أن تستخدم طائرة أصغر حجماً حتى لا يتأخر الركاب جميعهم، ويكتفي بعدد منتقى من الركاب لينالوا عناء التأخير، وهذه المواقف ذكرتني بحادثة حدثت قبل عامين لعائلة كانت ستقل طائرة من مدينة إلى أخرى فطلب منهم التريث، وطلب من بعض الجلوس الذهاب لصعود الطائرة، فكان أحد أفراد هذه العائلة يتجاذب الحديث مع العائلة التي ستصعد الطائرة وعرف منهم أنهم ذاهبون إلى الجهة ذاتها. وتم الاستفسار عن سبب التريث فلم يجدوا جواباً، فسارعت العائلة التي طلب منها التريث خطواتها نحو الطائرة، وقعدت في المقعد المخصص طبقاً لبطاقة صعود الطائرة، فإذا بالعائلة الأخرى قادمة ومعها بطاقات تحمل عدداً من المقاعد ذاتها، فبدأ الجدل بين مسؤولي الخطوط وتلك العائلة التي سارعت في خطواتها وجلست على مقاعد الطائرة الوثير، واشتد الجدل حتى كاد أن يكون خصاماً وبعد أخذ ورد استسلم مسؤولو الخطوط، وعادت العائلة التي كان مقرراً لها أن تصعد طبقاً لرغبة مسؤولي الخطوط إدراجها، وأقلعت الطائرة بسلام، هنا لا أحد يعرف الحقيقة، فهل كانت الطائرة فعلاً أصغر من تلك التي كان مقرراً لها أن تحمل الركاب على تلك الرحلة؟ لا أحد يعلم من الركاب، غير أن الانطباع الذي ساد أن مسؤولي الخطوط قد آثروا بعضاً من معارفهم، وجعلوا الاستبدال عذراً، وهو اتهام قد لا يكون صحيحاً، وكان من الأولى على الخطوط إن كان الاستبدال حقيقة إلغاء الرحلة تلافياً للانتقاد وحمل بعض المسافرين الأمور على غير محملها.

ومن الطرائف أيضاً أنني كنت في إحدى الرحلات مع عائلتي، وركبنا الطائرة بالدرجة الأولى، ثم ما لبثنا بعد إقلاع الطائرة إلا بالوفود القادمة من الدرجة السياحية للجلوس في الدرجة الأولى كما يحدث أحياناً، وكان من ضمن الوافدين طفلان لعائلة كريمة بالدرجة الأولى، وأقلعت الطائرة، وكان موعد العشاء، وكان من ضمن الخيارات (مكرونة، وكبسة) فاختارت إحدى بناتي الصغيرات شيئاً من المكرونة ولم يبقَ بالطائرة سوى وجبة مكرونة واحدة فأقبلت بها المضيفة، فإذا بأحد الطفلين الوافدين من الدرجة السياحية تشير إلى أبيها برغبتها في المكرونة، فطلب الأب من المضيفة إنزال ما بيدها أمام ابنته، فذكرت له المضيفة أن هذه آخر وجبة من المكرونة، ويمكن أن نحضر لكم بديلاً فأصر على ذلك، فما كان منها إلا الاستسلام، وكنا نشاهد ما حدث، ونرمق بأعيننا رد فعل ابنتنا التي كادت أن تتقطع لهفاً على المكرونة، فنغرق في ضحكات خافتة نكاد معها ألاّ نتوقف، فذهبت المضيفة إلى ابنتي سائلة إياها ماذا تريد، بعد أن ذهبت المكرونة إلى الوافد من الدرجة السياحية، فطلبت بطاطا مسبقة التحضير وفي الطريق أيضاً استحوذت عليها تلك الطفلة الكريمة، فلم نتمالك أنفسنا من الضحك الذي لا يكاد ينقطع، مستمتعين ببراءة الأطفال وعفويتهم.. وبعد أن أجلس الأب مكرونة ابنته على الطاولة وبدأت تتناول الطعام، أقبلت طفلة أخرى مسرعة للحاق بأخيها، وإذا بإحدى يديها تقع بقوة بدون عمد على صحن المكرونة فينكفئ على البنت الصغيرة وعلى ملابس أبيها، فكانت الضحكات أكثر رغم حزننا على ضياع المكرونة على الطرفين، وكذا تبلل ملابس تلك العائلة الكريمة فطلبنا من ابنتنا أن تنفث عليهم فقد تكون عينها قد فعلتها.

ومن الطرائف أيضاً، أنني كنت في إحدى الرحلات وبجانبي أحد الإخوة ذو الأصول الإفريقية ذو بنية جسمية قوية ومنذ أن أقلعت الطائرة، دخل في نوم عميق، وبدأ شخيره يزداد شيئاً فشيئاً، فتململت قليلاً ثم كثيراً، وامتد ذلك إلى ركاب درجة الأفق المحدودة العدد، وأخذوا بالنظر إليه ثم قدمت المضيفة إليّ متسائلة عن رغبتي في استبدال مقعدي، حيث يوجد مقعد في المقدمة، فآثرت الصبر على التغيير، لا سيما أنه لم يبق سوى القليل، وبعد نزول الطائرة، التفت إلي وأوضح لي أنه قد نام طيلة الرحلة فقالت له المضيفة التي كانت تسمع الحديث بل نمت نوماً عميقاً وكان لك شخير أزعج من حولك جميعهم، فالتفت إلي بأدب وقال لمَ لا تهمزني همزة قوية بيدك حتى أفيق من نومي؟ فقلت له ومن يضمن ألا ترد علي بكلمة تدني أجلي؟ فضحك وقال: معك حق.

د. محمد بن عبد الرحمن البشر







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة