عرض مشاركة واحدة
  المشاركة رقم: 1  
قديم 13 / 03 / 2021, 01 : 07 PM
الصورة الرمزية SALMAN
SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : سواليف أدبــاء
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,607 1.09 يوميا 385 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

السيرة النسوية ودوائر الخوف

السيرة النسوية ودوائر الخوف

تجربة المرأة السعودية مع أدب السيرة الذاتية هي واقعية نوعية بحاجة لمزيد ومزيد من الدراسات النقدية الجادة. فما اتفق على تسميته وروج في إعلامنا لعقود، بخصوصية المجتمع السعودية؛ قد حال دون وجود أدب سيرذاتي نسوي متسم بالنوعية والفرادة.

وهو أمر-أي الخصوصية- لم تنج من تداعياته السلبية أغلب دولنا العربية. فبتأمل واقع حضور الكتابة الإبداعية النسوية في جنس السيرة الذاتية عربياً؛ سنجد بأنه قد اطلع علينا مع بداية القرن العشرين على شاكلة مقالات ذات طابع شخصي في الأساس. في حين أن السيرة الذاتية النسائية لم تظهر بوضوح إلا في خمسينات القرن الميلادي المنصرم، لتصل لمرحلة النضج في تشكيلها مع مطلع ثمانينات ذات القرن. وهو ما يبرز لنا بوضوح؛ أن غالبية شعوب الدول العربية وإلى زمن قريب قد كانت ترى أن كتابة المرأة لسيرتها أو جزء منها قد كان يعد عيبا. ولذا فمن كتبن منهن قد كن يقمن في دول أوروبية وغربية، أو يلجأن في الغالب لممارسة تقنيات كتابية بعينها كالرمز والتقنع وفي أحيان بعينها الأيقون.

وبالعودة للتجربة النسوية السعودية في الكتابة السيرية ومع النظر إليها بإمعان؛ سنجدها قد كانت في بداياتها غالباً ما تلجأ لممارسة تقنية القناع. ومرد ذلك في تقديري هو خوفها من المجتمع وترسب ثقافة العيب في عقلها الباطن، الأمر الذي يجعلها تشعر بمقارفة الإثم وتنظر لذاتها الماثلة وكأنها تمارس ذنباً دينياً وآخر سلوكيا حين تكتب عن ذاتها وتصف أحوال معيشتها سواء الماضية منها أو الراهنة.

وهذا الأمر – وأعني به ترسب ثقافة العيب في ذهنية الأديبة السعودية - هو ما دفعها باتجاه كتابة الرواية السيرية، بحيث تعمد فيها لتضمين سيرتها أو أجزاء رئيسية منها في متون العمل الروائي كي تتمكن من البوح دون أن تعاني من مغبة هذا الصنيع. وبحيث أن إذا ماكان هناك أي وجود لإسقاط ما على كتابتها، فستتمكن حينئذ من المخاتلة؛ عبر القول أن ماورد في ثنايا نصها الروائي، إنما هو وليد المخيال الأدبي ليس إلا.

مرحليًا، ومع مساحة الحضور الذي حظيت به المرأة السعودية عموما، والأديبة على وجه الخصوص والدفع بها لتسجيل تواجدها في أكثر من حقل ومعترك، هل يمكن القول بأننا سنتمكن من قراءة أدب نسوي سير ذاتي صادق؟ حقيقة؛ الإجابة على مثل هذا السؤال يعد أمر من الصعوبة بمكان. إذ لاتزال تابوهات بعينها تقف كمصدات منع أمام رغبتها في ممارسة البوح الكتابي، الأمر الذي يزودنا بصورة واضحة عن حالة الخوف المتموضعة في عقلية الأديبة الأنثى السعودية وحضور الجبن الأدبي – إن صحت التسمية - في عقلها الفاعل، وإن مايروج له –مرحليا- عن وجود حركة نسوية سعودية فاعلة في مختلف المجالات والمشاهد الحياتية هو محض هراء.

فسيبقى ولأعوام قادمة، تموضعها كقيمة أدبية ثانوية منتجة خلف آدم. فهو من يمنحها الحقوق التي تدعي إنها مكتسبات شخصية حققتها عبر مشوار طويل من النضال، وآدم هو أيضاً من يجود عليها بالتمكين، وهو من يرسم لها أيضا مربعات المكاشفة الأدبية التي تتحرك في جنباتها.

** **

- د. حسن مشهور
https://www.al-jazirah.com/2021/20210312/cm17.htm







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة