أما آن أوان الاستقرار؟
تزوجت صديقتي من حبيبها، أو بالأصح ممن كانت تعتقد أنه فارس أحلامها، ربما وعيها بذلك لم يكن خطوة إيجابية وفي نفس الوقت لم تشعر بأي مشاعر سلبية لتحجم عن خطوتها، ولذلك أقدمت على الارتباط به على أي حال. للأسف هي الآن تشعر بالضياع وتبكي بصمت، ليس لديها الشجاعة الكافية للانفصال.
أما آن أوان الاستقرار يا صديقتي؟
* * *
عادت إحدى معارفي القدامى مؤخراً لمدينتنا، وهي أم لطفلين صغيرين وتتحمل مسئولية تربيتهما وحيدة بعد انفصالها، وتعيش حائرة بين خاطبيْن لا تستطيع أن تقرر أيهما تختار فتضطر للكذب عليهما معاً وقد أقحمت نفسها في دوامة قلق لا ينتهي.
أما آن أوان الاستقرار يا عزيزتي؟
* * *
أعرف هذا السائق منذ سنوات، وهو يحب تجاذب أطراف الحديث معي، فأنا أستقل حافلته كل يوم، ودائمة الجلوس في الصف الأمامي.. أخبرني أنه هاجر من المكسيك هرباً من الفقر حينما كان عمره سبعة عشر عاماً، وقد امتهن السياقة منذ ذلك الحين.
حنينه الدائم لوطنه يقف حاجزاً بينه وبين السعي لبناء حياة مستقرة في كاليفورنيا رغم أن عمره أصبح الآن سبعة وخمسين... أي أنه قضى أربعين عاماً تائهاً، محبطاً، محتاراً أي وجهة يختار.
ألم يحن الاستقرار يا صديقي العزيز؟
** **
أما آن أوان الاستقرار؟ - ترجمة: نادية عبدالوهاب خوندنة :
https://www.al-jazirah.com/2021/20210604/cm17.htm