خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > ((((((بـــــــــــــــــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــة الملتقى))))) > سواليف كتاب الصحافة > مقالات صحفية 2011-2019
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 14 / 05 / 2020, 46 : 06 PM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : مقالات صحفية 2011-2019
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,607 1.09 يوميا 384 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

الأوصياء الجدد

تم ق ن
جريدة الرياض | الأوصياء الجدد (1-3)

جريدة الرياض | الأوصياء الجدد 2/4

جريدة الرياض | الأوصياء الجدد (3)

جريدة الرياض | الأوصياء الجدد



الأوصياء الجدد (1-3)
نجوى هاشم

في نهاية العام المنصرم نشرت صحيفة "الرياض" حادثة وإن بدت ذات تفاصيل قد تبدو للبعض تقليدية ومكررة وسبق أن اصطدموا بمثلها، أو سمعوا بها دون أن تنشرها الصحف، إلا أنها في واقع الأمر تحتاج إلى توقف، وإلى تفكير جدي وحقيقي بعيداً عن ممارسة أسلوب التقفيل الذي دائماً ما نلوذ به، ونحتمي بجدرانه.

حكاية ذات ملامح مخيفة وتدعو إلى التأمل والتوقف كونها ترتبط بالنسق الاجتماعي الذي ينبغي أن لا يشهد مرحلة تجميد لكوارثه، أو أن يتم التعامل معها من خلال تفسيرات وتبريرات متعددة، ترتكز في النهاية إلى أننا لسنا المقصودين، وان الشر لم يطلنا.

حادثة بدأت تفاصيلها في محافظة ينبع وانتهت في المدينة المنورة حينما كان يترقب (صاحب الظن السيئ) مواطناً برفقة زوجته التي دلف معها إلى إحدى الاستراحات على طريق الشرم حيث قرر الزوجان قضاء بعض أيام العطلة هناك وما هي إلا دقائق حتى طُرق الباب عليهما بشدة وعندما فتح المواطن الباب فوجئ بأن الشخص يطلب منه أن يشاركه الجلسة مع المرأة التي بصحبته، متهماً إياهما بأنهما مجرد عشيقين سنحت لهما الفرصة ليلتقيا في هذا المكان. لم يكمل سيئ الظن كلامه حتى سدد له المواطن عدة لكمات، وطعنات جعلته يسقط أرضاً، مما جعل الزوجة المفجوعة تتصل بالجهات الأمنية التي طوقت الاستراحة ونقلت المصاب إلى المستشفى، وبدأت بالتحقيق مع المواطن وزوجته ثم التحقيق مع المصاب الذي تلقى عدة طعنات غائرة في صدره وظهره واستدعت حالته أن ينقل إلى مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة.

ثم طرح المحرر في نهاية الخبر، بأن المصاب والمعتدي (الشكاك) ربما يواجه حكماً قضائياً جراء اعتدائه على المواطن وزوجته.

بودي قبل أن أطرح الحادثة الأخرى أن أستفسر: كيف يُحقق مع المواطن وزوجته؟ ومن نصّب هذا الشخص مراقباً لكل رجل وامرأة يعبران في سيارتهما أو يذهبان إلى استراحة بعيدة هرباً من هموم المدينة وضغطها؟

ولماذا لا تنزل به عقوبة صارمة وتنشر في الصحيفة الرسمية حتى يتعظ غيره من الأوصياء الجدد من منطلق أنه لحماية الفضيلة كما يفعل غيره وليس للمشاركة في الرذيلة على اعتبار انها موجودة فعلاً.

الحادثة الثانية وقعت في جنوب المملكة منذ أشهر حيث أخذ رجل زوجته في مدينة صامطة إلى خارج العمران، ربما يفك عنها، ويستمتعان بنزهة بعيدة عن الزحمة والناس، وبمجرد أن غادر المدينة حتى طارده شابان واتصلا بالهيئة للابلاغ عن وجود رجل يحمل امرأة في سيارته ويغادر بها بعيداً ليختلي معها.. لم تصل الهيئة في لحظتها، ولكن حاصر الشابان المبلغان الرجل وزوجته التي سقطت مغمى عليها بعد أن أخرجت من السيارة بالقوة نظراً لإصابتها بمرض السكر وظلت في حالة إغماء والشابان يستمتعان بالمشهد اللا إنساني والكارثي، والزوج يدافع عن نفسه، ويحلف انها زوجته ويحاول أن يتصل بأخيه وأفراد أسرته لإنقاذه من الكارثة.

المهم بعدها نقلت المرأة إلى المستشفى وبدأت الوساطات والاعتذارات للرجل من أهالي الشابين للعفو والسماح وهم أبناء مدينة واحدة ومؤكدين أن هؤلاء شباب غر وحريص على الفضيلة وينبغي أن نفرح بهم ونساعدهم على ذلك لا أن نغضب منهم، ونكتنز كل حكاياتهم لنشرها أمام الآخرين.

الحكاية الثالثة وإن كانت حقيقية ومريرة ومجرّمة بحكم القانون، إلا أنها تعكس أننا جميعاً تحولنا إلى مجتمع أفراده أوصياء على بعضهم، بوصاية أغلبها يظل مرتبطاً بسوء الظن.

امرأة في جدة لاحظت أن جارها أخذ زوجته إلى أهلها، ثم بعد ذلك أحضر امرأة أخرى إلى الشقة وظل معها، وبعد أن استوفت المرأة شروط المراقبة (علماً أنها لا تشتغل في برج مراقبة ولكن قد يرد قارئ ويقول انها تعمل في برج مراقبة الفضيلة والمحافظة على القيم) وحيثيات التأكد اتصلت بالجهات المسؤولة والهيئة وأبلغت عن الحادثة وتم القبض على الرجل والمرأة.

قبض على الرجل وهو يستحق جراء امتهانه لزوجته، وارتكابه الجرم المشهود، ولكن ألم يكن من الأولى أن تتصل بزوجته أولاً وتبلغها بما يجري في منزلها، وتعرف ردود فعلها وهي حريصة على معالجة مشكلتها مع زوجها وتغاضيها عن خيانته؟ أم أنها تتفق معهاه في الإبلاغ؟ أليس حرياً بها لو تركت زوجها، يدق بابه لينصحه، ويعطيه فرصة التوبة وعدم العودة إلى الخطأ مرة أخرى؟ ويعلمه أنه يسيء إلى العمارة وقاطنيها بما يفعله؟

ومع اختلاف ظروف الحادثتين الأولى والثانية عن الثالثة كونها حقيقية أريد أن أطرح وأناقش في الحلقات القادمة ما يتعلق بالأوصياء الجدد على الفضيلة، أو العقول أو مصادرة الحريات، أو حتى سلوكيات الآخرين، من منطلق أننا كلنا داخل هذه الدائرة ولسنا بعيدين عن التأثير والتأثر، بل على العكس حتى من برأ نفسه فهو قد يسيء الظن دون أن يشعر..

(يتبع في الحلقة القادمة)




الأوصياء الجدد 2/4
نجوى هاشم

عندما طرحتُ في الأسبوع الماضي قضية أننا كلنا داخل دائرة الأوصياء الجدد (مُوصى علينا أو أوصياء على غيرنا) يساء الظن بنا، ونمارس إساءة الظن بالغير من منطلق تميز مطلق في الأحكام، ومعتقدات تدافع عن الصور المقلوبة دون أن ترى ملامحها .. مقابل ذلك قد يلوذ بالصمت دائماً من يُساء الظن به تجنباً لما هو أسوأ. اكتشفت ان الحقيقة في لحظة الاشتعال قد لا تكون مسموعة، أو واضحة.

يقول برجسون (مساحة الحقيقة صغيرة، ومساحة الخطيئة شاسعة).

في حادثة المرأة التي سجنت جارها هناك تجاهل لحقوق الجار، التي ذكرها الله تعالى في سورة النساء آية 36قال تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين، والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم، ان الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً).

وقال صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره) وقال صلى الله عليه وسلم (يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الايمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف رحله). أخرجه الترمذي، وقال حسن صحيح.

وقال صلى الله عليه وسلم (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه) وقال صلى الله عليه وسلم (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن: قالوا من يا رسول الله قال: من لا يأمن جاره بوائقه).

ولنتصور نمطاً من التفكير يسود في ان يبلغ كل جار عن جاره بالحق، أو الباطل ماذا سيحدث: هل ستكفي مراكز الشرطة لهذا العدد الهائل من المواطنين المُبلغ عنهم من قبل جيرانهم؟

دون شك ليس هناك من يشجع على الفساد في المجتمع، ولكن الفضيحة دائماً ليست الحل وفي حديث معاوية انه قال (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (انك إذا تتبعت عورات الناس أفسدتهم، أو كدت ان تفسدهم).

الإمام الغزالي ذكر انه يشترط في انكار المنكر ان يكون المنكر ظاهراً بغير تجسس فكل من ستر معصية في داره وأغلق بابه، لا يجوز ان يُتجسس عليه وقد نهى الله تعالى عنه.

وعن التجسس من مخطوطة كتاب لأحد علماء السادة الشافعية في القرن الثامن الهجري العلامة ولي الدين بن أحمد العثماني الشافعي المتوفي سنة 774ه وكان صديقاً للعلامة تاج الدين السبكي.

يقول إن التجسس على الشخص لاستعلام جلية أمره فلا يجوز انكار إلا المنكر الظاهر من غير تجسس لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (من رأى) ولم يرتب الإنكار على شيء آخر غير الرؤية كغلبة الظن أو حتى العلم، فلم يقل من ظن منكم وجود منكر، أو علم منكم بوجود منكر فلينكره، واعتماداً على هذا الفهم للحديث ذكر العلماء انه لا يجوز ان تكشف شيئاً مغلقاً، ولا ان يفتش شخصاً ليبحث عن المنكر، وأشار المؤلف إلى ملاحظة ذكية وهي ان التجسس وتتبع عورات الناس يؤدي إلى الفساد أكثر من كونه إصلاحاً واحتج بقول الله تعالى (ولا تجسسوا).

أما هتك ستر الله على الشخص وذلك بفضحه والإنكار عليه علناً فإن الواجب ان الانكار يكون في السر والستر على الشخص في الجهر.

روي أن عمر رضي الله عنه (تسلق دار رجل فرآه على حال مكروهة فأنكر عليه، فقال يا أمير المؤمنين إن كنت أنا قد عصيت الله من وجه واحد، فأنت قد عصيته من ثلاثة وجوه، فقال وما هي فقال قد قال الله تعالى (ولا تجسسوا) وقد تجسست، وقال تعالى: (وأتوا البيوت من أبوابها وقد تسورت السطح) وقال تعالى (لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها وما سلمت) فتركه عمر وشرط عليه التوبة.

البعض يرى أن هناك طرقاً أخرى لتقويم المعوج، وهي النصح ولكن هنا تبرز قضية اننا كلنا ناصحون ونحن قد لا نكون مؤهلين احياناً للنصيحة وفي المقابل قد لا يكون لها مردود ايجابي على الآخر.

ما هو المطلوب لمواجهة الأوصياء الجدد:

هل على كل مواطن أن يكون لديه دائماً كشف حساب جاهز لتقديمه إن أوقعه حظه العاثر أمامهم؟

لماذا دائماً نشتبه بالآخرين من منطلق سوء الظن؟

ولماذا تظل الوصاية مرتبطة بسوء الظن دائماً؟

(يتبع بعد غد)







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
  المشاركة رقم: 2  
قديم 14 / 05 / 2020, 47 : 06 PM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
كاتب الموضوع : SALMAN المنتدى : مقالات صحفية 2011-2019
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,607 1.09 يوميا 384 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

رد: الأوصياء الجدد

الأوصياء الجدد (3)
نجوى هاشم

عندما تذوب المجتمعات داخل دائرة أن كثيراً من أفرادها كلّ وصيّ على كله تدخل الأمور في دائرة الكارثية وتعيق هذه الوصاية حرية الشخص في اختياراته أو ماذا يريد؟ أو ماذا يفعل رغم ان هذه الحقوق طبيعية، ومصرح بها، ولا تتعارض مع القوانين، أو الانظمة، وتدخل في نطاق حريته الشخصية التي ينبغي احترامها وعدم تجاهلها.

سأتطرق معكم لبعض الصور الاعتيادية التي نمارسها كل يوم ونرى انها حق من حقوقنا وانها أمور طبيعية ولا تخضع الشخص لسلطة القانون.

ولكن قبل أن اطرح هذه الصور الهامشية والمعتادة، واليومية، اسأل: لماذا نحن شعب دائماً عيوننا طائرة في الآخرين، أو بمعنى آخر هوايتنا البصبصة على الآخر، النظر إلى الآخر، التدقيق فيه؟

لماذا هذه النشأة؟ وهذا السلوك المحاصر للآخرين والذي لا يخرج عن سوء الظن بالآخر وما ينبني عليه.

ماهذا الفضول الذي يتلبس الناس نساءً ورجالاً وحتى الأطفال دون أي وقفة مع النفس بأن هذه ممارسة خاطئة، أو لا تليق بالمسلم أولاً؟

لماذا لا تتوقف عند اعتبارات أهمها أن هذا لا يجوز على الإطلاق؟ وأن هذه المضايقة التي تتعرض لها النساء احياناً لا تليق وتتعدى حدود المعقول.

نساء يمشين على سور الممشى يتعرضن وهن في كامل الاحتشام للمعاكسات والفضول، والتعليقات السخيفة، وامتهان الكرامة من شباب فقدوا الاحساس بأن هذه المرأة قد تكون امهم أو أختهم أو بنتهم ذات يوم.

قمة الوقاحة في التلفظ بألفاظ قاسية وسوقية دون مبرر، والمصيبة إن ردت المرأة دفاعاً عن نفسها ستجد ما هو أعنف وأوقح من التعدي والاتهام بالفجور وقلة الأدب، وعدم احترامها لنفسها، لأنها سمحت لها بالخروج لممارسة الرياضة التي لم تكن محرمة ذات يوم.

آخرون يلوذون بالصمت، يتابعون الآخرين ايضاً بالنظرات، والتعليقات مع من معهم من هذا؟ من هذه؟ وش تشتغل؟ وش قلعتها؟ ويش يرجعون؟ ومنذ متى يأتون إلى هنا؟ انشغال بأمور عديدة لا تعني أي أحد منهم؟ ولا تلزم الآخر بالاعتناء بها.

ولماذا نحاصر دائماً بكلمة أعتقد؟ أنا متأكد أن فلاناً كذا؟

وما حدود حرية كل منا نحو الآخر؟ وهل يحق لنا التدخل في شؤون من لا يعنينا؟

رجال يتوقفون بسياراتهم للمعاكسة، وسلوكيات لا تخرج عن نطاق الفضول والتجسس على الآخر.

في الأسواق وما ادراك ما الأسواق كانت معي صديقة وقابلنا اخرى في مركز تجاري، ونحن نتسوق لاحظت انها تعلق كثيراً على ما يجري في السوق وتلاحظ كل شيء، وتسيء الظن بكل شيء، مر رجل ممسكاً بيد امرأة، فتحدت ان تكون زوجته لأن الزوج لا يمسك يد زوجته بل هي... فجأة لاحظت ان شخصاً ما يقف هناك تعاكسه امرأة ما وتؤشر له، طلبتُ منها ان تتحرك وإلا تركتها مع صديقتي، اجابت ان متعة السوق في هذه الملاحظة.

شباب آخرون ورجال يتجولون دون مبرر، أو حتى رغبة في الشراء سوى المراقبة والفضول والاصطياد إن تيسر.

نظام مرير وغريب ينشأ عليه الاطفال، فهذا طفل تقول إنه كان معها في السوق وفجأة قال لها: امي الحرمة التي كانت قاعدة هنا (علماً انها لا تعرفها) وكانت متغطية قامت وقام الرجل ذاك وراها.. أي رجل لا تعرف.

نتخيل هذا الطفل قد بدأ مشوار المراقبة والمتابعة.

رجل يكلم أحداً ما أو امرأة تكلم احداً ما وبطريقة هادئة ورقيقة دون أن تسمع منها ما يسيء، ربما في العمل، الاجابة الجاهزة، أن هذه المرأة أو الرجل من المؤكد ليس خالياً ولديه شيء ما.

في السيارة وعندما تتوقف امام اشارة وبها نساء ولتلتفت احداهن فستجد العجب من خلال الرؤوس الممتدة للبحث عما بداخل السيارة من بشر أو حجر، حتى نساء وليس رجال فقط، الكل متعجب يريد أن يرى المستور والذي يختفي خلف الزجاج والمرأة أيضاً يعجبها هذا التخفي وهذا الالتباس فتمعن فيه، وان اعطت احياناً اشارة تكثيف الغموض.

انها ديناميكية المد والجزر الفضولي، والتجسس الذي يسري في العروق.

آخر الصور امرأة قابلتها منذ ايام قالت لي إن فلانة متزوجة مسيار، سألتها كيف عرفت وانا بالصدفة اكتب هذه السلسلة، قالت: ما أعرف شكيت في أن زوجها يأتيها فقط من العصر إلى بعد العشاء. وعندما سألتها: هل راقبتيه في العمارة، قالت نعم: أنا وزوجي نتبادل المراقبة، والحارس كلف بالمهمة، وجارتي الأخرى وزوجها ولكن المرأة رفضت الاعتراف أنه مسيار.

المصيبة هنا: ماذا تعني هذه الفضولية كونه مسياراً، أو زواجاً متكاملاً؟

لماذا تقوم بهذه المهمة التي لا تعنيها؟

ولماذا يكثر الشك كما يقول احدهم حيث تقل المعرفة؟

(يتبع بعد غد)

الأوصياء الجدد
نجوى هاشم

عندما ينقل أحدهم لك إشاعة، أو مصيبة أحد، أوحش في أحد، أو اتهام لأحد أو حكم قاس على أحد، أو نميمة في أحد، ماذا ستقول؟ مبدئياً سوف تستمع، وقليل من هؤلاء المستمعين من سيقول: يا لطيف مثلاً، أو الله يستر على عباده، وغالبية منهم ستقول أكيد، صار، حقيقي، وستسارع للتبليغ والنشر رغم أن هذه الحكاية قد تكون مفبركة، أو منقوصة، أو ذات وجوه متعددة.

يقول الله سبحانه وتعالى (لولا إذا سمعتموه ظن المؤمنينون والمؤمنات بأنفسهم خيراً).

ولذلك لا يجوز تصديق الوشاة في اتهامهم للأشخاص، ولا يجوز قبول اتهام شخص لآخر بأنه وقع في منكر، بل لا بد من المبادرة إلى تكذيبةه، ولو كان الواشي ثقة عدلاً في نفسه.

المشكلة أن من يريد أن يتحرر عليه أن يتحرر كما قال ميخائيل نعيمة.

والمشكلة أيضاً أن أسوأ أخطائنا أن ننشغل بأخطاء الآخرين بغفلة وارتباك دون أي محاولة لمواجهة النفس، والوقوف أمامها.

هل لأننا نفتقد الشجاعة على المستوى الشخصي؟

هل لأننا نجهل حدودنا وحدود خصوصية الآخرين؟

هل لأننا نرتكب أكبر خطأ كما يقول أحدهم عندما نرى أنفسنا منزهين عن الخطأ؟

هل لأننا نخاف من الحقيقة لأننا أدمنا خطورة الخطأ، وارتبطنا بمفرداته؟

هل لأننا مجتمع قائم على الفضول كوجبة رئيسية، وقد تتعدى لتكون كل الوجبات؟

أحياناً يتوقف أحدهم، ليتابع آخرين يعبرون، أو بشراً يتخانقون؟ أو بشراً يغادرون مكاناً ما، يعطل أعماله ليراقب هؤلاء ويبني بطريقته استنتاجاته؟

هذه الاستنتاجات في الغالب وإن صحت لا تخرج عن نطاق التوقف وتعطيل الزمن، وامتهانه لمصلحة تلفيق لحكاية مرتجلة.

في أخطر الأحوال يقول أحدهم إن أعظم النتائج تتوقف على أتفه الأمور.

ولكن لماذا ننتهك خصوصيات بعضنا! باعتياد يومي.

يقول ارسطو (إذا كانت العادة طبيعة ثانية، فإن الطبيعة عادة أولى).

نسعد دائماً بكسر حدود الآخر وانتهاك حقوقه وسلبها دون رضاه، كلما استطعنا ذلك.

نجهل أنفسنا تماماً ونتحول إلى ناصحين لغيرنا، لأن النصيحة في الغالب أسهل كثيراً من أن نحاول معرفة أنفسنا. ولأن النصيحة كما قال أحدهم لا تكلف شيئاً والجميع قادرون على إسدائها. ولكن قليلون هم من يتقبلونها. وأكثرية هم من يقدمونها.

امرأة اعرفها في الخمسين من عمرها توفي زوجها منذ ثلاثة أعوام وتقدم لها شخص أصغر منها، ومن جنسية غير سعودية، ماذا حصل؟

كل من حولها في العمل هاجوا، وماجوا عليها، وتحولوا إلى أوصياء؟ أبناؤها في المنزل الذين ربتهم وبنت لهم لم منزلاً وكانت هي الأم والأب تحولوا إلى أوصياء رغم أن أربعة منهم قد عملوا؟ أهلها تحولوا إلى أوصياء وقاطعوها قبل أن تتزوج.

فرضت عليها وصاية مثلثة من الجميع: لماذا لا تتزوجين من ربعك؟ من أهلك؟ من جماعتك؟ لماذا هذا الشخص؟ سوف ينهبك؟ يسرقك؟ أقل منك؟ لماذا ستتزوجين أصلاً؟

ربي الأيتام؟ يكفي ما أخذتيه من الحياة؟ تقول صديقتي لا اعرف لماذا بعد أن تحدثت معها شعرت أنني ناقشت موضوعاً لا يعنيني بتحريض من الآخرين حولي

قالت المرأة انها ستكتب ما معها لأولادها، وفي المقابل ستتمتع بما تبقى لها من الحياة، ستعطي هذا الرجل وستأخذ منه.

وصلت الأمور إلى حد ممارسة الضغوط رغم أن هذه المرأة لا تعنيهم في شيء مجرد زميلة ومشكلتها انها قالت انها سوف تتزوج. تحولت قضيتها على مائدة دسمة للحديث والحش والتدخلات.

رفض الجميع اختيارها رغم انهم لا يملكون حق الرفض ولكن ملكوا أنفسهم حق الوصاية، اساءوا الظن بها من منطلق انها سوف تترك أبناءها وستصرف على رجل آخر وبصرف النظر ما هي النتائج! أو ما صحة مثل هذه الاعتبارات، فالجميع لا يملك حق التدخل، وحتى أهلها عليهم بالنصح والمساسية والإقناع، وليس القطيعة لامرأة تعدت الخمسين ولن يكون بمقدورها إقناع الآخرين بأنها على صواب، أو حتى من حقها أن تخوض التجربة.

علينا أن نرفع أيدينا عن الآخرين، عن من حولنا، لنبتعد عن الوصاية على حقوق الغير في الحياة، على رغباتهم الطبيعية، وماذا يريدون؟

لنعرف أن حدود حريتنا تنتهي حين تبدأ حرية الغير!!

وأن كل إنسان حر أن يعمل ما يريد شرط أن لا يتعدى حرية الآخرين كما قال سبنسر!!

وأن الإنسان في الأصل خُلق حراً ولكننا نراه مكبلاً بالقيود في كل مكان (جان جاك روسو)!!

وأننا لا بد أن نتصدى لكل الأوصياء علينا!!

وأن نعترف أن هؤلاء الذين يحرمون الآخرين حريتهم لا يستحقون هم أيضاً الحرية.

وأن من حقنا أن نفعل ما نشاء ضمن القوانين وعدم التعدي على الآخر!!







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 53 : 05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005