خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > ((((((بـــــــــــــــــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــة الملتقى))))) > سواليف كتاب الصحافة > مقالات صحفية 2011-2019
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 22 / 06 / 2020, 26 : 09 AM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : مقالات صحفية 2011-2019
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,607 1.09 يوميا 384 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

عندما تُفتح طاقة النكد

جريدة الرياض | عندما تُفتح طاقة النكد
تم ق ن

يعتقد البعض أنهم عندما يطلقون نكتة يحرّكون أعمق ما لديك من مكنون الضحك، وأنهم يلامسون دواخلك المكتئبة، لتفتح أبوابك، وتنطلق من خلال نكتهم إلى المرح، والحياة السعيدة.

والواقع أن هذه النكتة إما ان تكون سمجة كسماجتهم، أو أن الطرف الآخر لا يستسيغ النكات، والتنكيت، والمنكتين. وفي كل الحالات هي كرة طائشة خارج المرمى أخذت معها عشب الملعب.

لفت نظري التحقيق الذي طرحته الزميلة هيفاء الهلالي في جريدة "الرياض" منذ أيام عن (المزح الثقيل) وكيف أنه ضحك على حساب المشاعر، وثقالة دم قد تتحول إلى المواجهة.

والواقع أن كلاً منا قد مرّت عليه صور كتلك الصور التي طرحتها الزميلة، أو مشابهة لها، لكن قد يغضب البعض ممن اعتادوا المزاح الثقيل، والتعدي على الآخرين من أن حرياتهم تُصادر في ممارسة ما يحبون، وأفراحهم تقف على حدود ثقلاء الدم الذين لا يتقبلون المزاح، ويعتقدون أن الحياة كلها صفحات من الجد والتجهم، وهم في الحقيقة معقّدون، ولا يستمتعون بالحياة، ويتناسون ان الإنسان في المحصلة، لا يأخذ معه شيئاً على الإطلاق، وأن عليه أن يضحك ويبتسم، ويمرر أيامه بطريقته.

وهم عندما يفكرون بهذه الطريقة يخطئون، فلا أحد يصادر ابتسامة أحد، أو ضحِكَه إن كان مقبولاً، لكن كثرة الضحك بعد تدبير المقالب السخيفة تتحول إلى تفاهة، واستفزاز للآخر، وتعد على حقوقه، في أن لا يُضايق، أو يعتدى على هدوئه بشكل سافر.

في المزاح والذي مع الأسف لا أستسيغه على الاطلاق قد تقوم معارك فجأة دون أن تستعد لها الأطراف المعتدية، والمعتدى عليها، والمشادّة والتي تتحول إلى التهدئة، ومحاولة لملمة الموضوع، حيث يخطئ من اعتاد المزاح على أحدهم وقد يأتيه وهو من تعوّد على مزاحه، وبادله المزاح، بمزحة ثقيلة، وقد تصادف أن مزاجه أيضاً في تلك اللحظة متغير، أو غير مستعد لقبول مزاح من اعتاد مزاحه فتنقلب اللحظة إلى غم ونكد ومضاربات، وملاسنات، وعندما يحتج المازح بأنه لم يخطئ وهذا هو، وقد يكون أزاد العيار قليلاً يفاجئه الآخر بأنه يرفض مزاحه ولا يتقبله، ويمنعه من مخاطبته مستقبلاً.

عندما يغادر متلقي الضربة يعلق الضارب بأنه معقد، ومتخلف ولا أعلم ماذا جرى له اليوم.

والمازح لا يراعي نفسية من حوله، ولا يعنيه إن تقبلوا، أو غضبوا لكن بالتجربة العين الحمرا، وعدم اعطاء وجه كما يقولون، يسد المنافذ عليهم ويجعلهم ينكمشون داخل أنفسهم.

والمشكلة أن أغلب المزاح ثقيل، وحتى أن اعتُقد أن من يمارسه يمتلكون خفة الدم، وسرعة البديهة التي توظف لإيذاء الآخرين، لكنها في المحصلة تتحول إلى كوارث ومصائب تأتي من أشخاص يُفترض أنهم عقلاء لكنهم يجدون اللذة في إتعاس من حولهم.

فماذا يعني أن تخبئ امرأة عباءة صديقتها أو زميلتها في العمل وتغادر إلى منزلها، وتتركها تبحث عنها بدافع المزاح، ومعرفة ردود فعلها؟

ماذا يعني أن يقول أحدهم انك معزوم عند فلان غداً، وعندما تذهب لا تجد عزيمة، وقد لا تجد الشخص.

فلانة تطلب من فلانة أن تلتقيا مع مجموعة من الصديقات في المكان الفلاني وعندما تذهب لا تجد أحداً، بل على العكس تجد هاتف من نظمت العزيمة مغلقاً وبقية الأسماء الأخرى لا تعرف شيئاً عن تلك العزيمة.

امرأة ثقيلة ظلت لا تمزح إلا بيدها، رغم أن من حولها لا يتقبلها وهي لا تشعر بذلك، بل تظل تنثر المصائب على من تقع يدها عليه.

وإذا كان هؤلاء يعتقدون أنهم يُسعدون من حولهم، كما هم سعداء، ومن الظلم أن لا يفرح الآخر فإنهم يجهلون أنهم ينثرون الألم على الآخرين والضيق والكآبة التي لم تحل إلا بوجودهم، لأنهم في الأصل ثقلاء، ولأنهم حضروا في أزمنة ليست أزمنتهم، لذلك على الأذكياء والعقلاء أن يتمردوا عليهم بالمناكدة وغلق الأبواب وتصدير كآبتهم عليهم هذا إذا استطاعوا.







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدفء عندما يتوارى SALMAN مقالات صحفية 2011-2019 0 18 / 06 / 2020 51 : 08 AM
عندما تمطر نكداً.. SALMAN مقالات صحفية 2011-2019 0 17 / 06 / 2020 15 : 12 PM
الطريق عندما تسلكه مرات أخرى // مميز SALMAN مقالات صحفية 2011-2019 0 17 / 06 / 2020 14 : 12 PM
عندما تمطر نكداً.. SALMAN مقالات صحفية 2011-2019 0 11 / 06 / 2020 39 : 10 AM
راحة العدل عندما تجيء بعد قلق الظلم..! SALMAN اقلام صحفية 2005-2010 3 04 / 12 / 2011 56 : 11 AM


الساعة الآن 41 : 07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005