خـــــــــــدمات الأعضــــــــــــاء

العودة   ملتقى النخبة > النخبة 2011 > سواليف أدبــاء
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
 

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع
  المشاركة رقم: 1  
قديم 11 / 04 / 2021, 02 : 09 PM
الصورة الرمزية SALMAN
مؤسس الموقع
المنتدى : سواليف أدبــاء
تاريخ التسجيل العضوية الدولة المشاركات بمعدل المواضيع الردود معدل التقييم نقاط التقييم قوة التقييم
14 / 03 / 2005 1 المكتبة 7,605 1.09 يوميا 385 10 SALMAN is on a distinguished road
SALMAN غير متصل

الشيب والشيخوخة ومال قاله الشعراء بهذا الخصوص

من علامات الشيخوخة: الضعف العام وتعدد الأمراض

لم يكره الشعراء الشيب ولم يشتكوا من حلوله برؤوسهم ولحاهم لأنه مجرد تغيير في اللون، بل لما وراءه من ضعف وعلل بدنية، ولما يؤدي إليه من نهاية حتمية هي الموت.

وإن كانوا قد قاوموه بالخضاب ونحوه، وكذبوا على أنفسهم وعلى غيرهم بتغيير لونه؛ وتظاهروا بأنه من أثر الهموم والصراع مع الحياة، وحاولوا إقناع الغواني بأنه لم يشب فيهم سوى رؤوسهم، فما عساهم فاعلون أمام العلامات الأخرى التي لا يمكن إخفاؤها؟.

وقد لخص الشاعر المعمَّر المستوغر بن ربيعة شَكواه في العبارات، والأبيات الآتية، معددا علامات الكبر، حينما سأله معاوية - رضِي الله عنه - كيف تجدك يا مستوغر؟ فقال: «أجدني يا أمير المؤمنين قد لان مني ما كنت أحب أن يشتد، واشتد مني ما كنت أحب أن يلين، وابيض مني ما كنت أحب أن يسود، واسود مني ما كنت أحب أن يبيض، ثم أنشأ يقول:

سَلني أُنَبِّئْكَ بآيات الكِـبَرْ

نومُ العشاء وسُعالٌ بالسحرْ

وقلَّـةُ النَّوم إذا الليلُ اعتكرْ

وقلَّةُ الطعم إذا الزَّادُ حضـرْ

وسرعة الطرف وتحميج النظر

وبصورة كاريكاتورية يصف أبو الطمحان القيني مشيته، بعد أن دبَّ فيه الكبر وانحنى جسمه وقصر خطوه، فيقول:

حننتني حانيات الدهر حتى

كأني خاتلٌ يدنو لصيدِ

ثقيل الخطو يحسب من رآني

- ولستُ مقيَّدا - أني بقيْدِ

وقد أجاد أبو الطمحان في رسم صورتين (كاريكاتوريتين) للشيخ ثقيل الخطو؛ الأولى صورة خاتل الصيد، والثانية صورة السجين الذي يرسف في أغلاله، وكأنما أراد أن يوجه عنايتنا إلى أن الشيخوخة قيد لا يختلف كثيرا عن قيد السجن، لأن كلاً منهما يحد من حركة الإنسان ويعيقه.

ويصف ابن لبَّال مشيته - هازلاً - كأنه نصف دائرة تسير على الأرض، فيقول:

لما تقوَّس مني الجسم عن كبر

فابيض ما كان مسوداً مـن الشعرِ

جعلت أمشي كأني نصف دائرة

تمشي على الأرض أو قوس من الوتر

وجمع ذو الأصبع العدواني أكثر من مرض ووصف ما يعانيه بدقة، فبَصَرُه أصبح مشوشا، يرى صورة الواحد صورتين، كما يعاني من ضعف السمع، فهو لا يسمع بالليل والأصوات ساكنة، ومن لا يسمع في الليل الهادئ لن يستطيع السمع في النهار الصاخب، كما يعاني صعوبة في قيامه وسيره. يقول:

أصبحت شيخا أرى الشَّخصين أربعة

والشَّخص شخصين لما مسني الكبر

لا أسمع الصوت حتى استدير له

ليلاً وإن هو ناغاني به القمرُ

وكنتُ أمشي على الرجلين معتدلاً

فصرتُ أمشي على ما تُنبت الشجرُ

إذا أقوم عجنت الأرض متكئاً

على البراجم حتى يذهب النفـر

ووصف الشاعر عوف بن سبيع بن عميرة بكل حزن وأسى حاله التي تبدلت بعد ثمانين حولا ومائة، فقد انحنى قوامه وصارت رقبته تهتز كفرخ نسر، ويرى الشخص شخصين، وقد استبدل بظهر الجواد حشية، وبالقوس والرمح والسيف عصا:

ألا هل لمن أجرى ثمانين حجَّة

إلى مـائة عيش وقد بلغ المدى

وما زالت الأيام ترمي صفاتـه

وتغتالـه حتى تضعضع وانحنى

وصار كفرخ النَّسر يهتزُّ جيده

يرى دون شخص المرءِ شخصا إذا رأى

وبدّل من طِرف جواد حشـيّة

ومن قوسه والرُّمح والصَّارم العصا

ويصف حميد بن ثور الهلالي ما آل إليه حاله بعد أن كان أيام الصبا طيب الرائحة، ناعم البدن:

ما لي قد اْصبحت أ لا قد تنقَّضني

بعض النواكث حبلا بعد إمرار

من بعدما كنت فيها ناشئا غَمِرا

كأنني خارج من بيت عطار

ومن أدق الأوصاف وأشملها لما يتركه الكبر على المرء ما سرده أبو بكر الأثرم الذي صورت قصيدته حاله في أوضاع عديدة منها المشي، والقعود مع القوم في سمرهم، كما أشار إلى القلق الذي أصبح يشكل هاجسا، فصار يخاف الشيء الذي كان يخاف منه:

كبرت وجاء الشيب والضعف والبلى

وكل امرئ يبكي إذا عاش ما عشتُ

أقـول وقد جاوزتُ تسعين حجة

كأنْ لم أكن فيها وليدا، وقد كنتُ

كأني وقد أسرعتُ في المشي واقـفٌ

لقرْب خطى ما مسّها قِصَرا وقتُ

وصرت أخاف الشيء كان يخافني

أُعَدّ من الموتى لضعفي، وما متُّ

وأسهر مـن برد الشتاء ولينـه

وإن كنت بين القوم في مجلس نمتُ

ويقول يحيى بن حكم (الغزال) إنه لم يسلم منه سوى اسمه ولسانه، وإن الأسماء لو كانت تبلى لبلي اسمه من كثرة ما مر عليه:

ولو كانت الأسماء يدخلها البلى

لقـد بلي اسمي لامتداد زماني

ووصف محمود الوراق ما فعلت به واحد وسبعون عاما في جملة واحدة، وكأنه عجز عن سرد تفاصيل ما يحس به:

إحدى وسبعون لو مرت على حجر

لكان من كبره أن يفلق الحجر

** **

- سعد عبد الله الغريبي
https://www.al-jazirah.com/2021/20210409/cm13.htm







توقيع : SALMAN
إذا خسرناك عضو فلا تجعلنا نخسرك زائر


الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد

حيــــــــــــــــــــــــــــــاكم الله في حسابي على تويتر :
SALMANR2012@
Digg this Post!Add Post to del.icio.usBookmark Post in TechnoratiTweet this Post!
رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 49 : 12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir
ملتقى النخبة 2005