الاتصال.. ونقل العواطف
تم ق
جريدة الرياض | الاتصال.. ونقل العواطف
يوسف القبلان
تقوم مهارات الاتصال الإنساني بدور حيوي في تقوية العلاقات، وانتقال الأفكار والمعلومات والمشاعر بين الناس.
وفي بيئة العمل لا يمكن للعملية الإدارية أن تتم بنجاح بدون اتصالات ناجحة.
ومع تطور التقنيات الإدارية تطورت نظم الاتصالات وأصبحت متاحة لمن يرغب في تطبيقها.
ولكن عندما يتعلق الموضوع بالاتصالات الإنسانية فهي أمر لا يخضع لمسألة التقنيات.
في العلاقات الإنسانية في بيئة العمل يصادفك أنماط مختلفة من السلوكيات في عملية الاتصالات.
بعض المديرين يبدأ المحادثة الهاتفية بالدخول المباشر إلى الموضوع، وبعد أن ينتهي يقفل الخط بدون مقدمات أو كلمات الشكر أو الوداع.
وإذا كان هناك من هو ماهر جداً في ترجمة الرسالة إلى معنى آخر لا يقصده المرسل، فإن الأسوأ هو أن تصل رسالتك إلى مستقبلها ثم لا يزودك هذا المستقبل بأي إجابة أي أن التغذية المرتدة التي تصل إليك هي الصمت، وبمعنى آخر الإهمال، وبمعنى ثالث عدم أهمية الرسالة، وبمعنى رابع عدم أهمية المرسل!!
إن الاتصال حوار إنساني عبر وسائل متعددة، وأقواها بطبيعة الحال الحوار المباشر، حيث يصعب في هذه الحالة تجاهل الإجابة، ومع ذلك فإن رئيسك يستطيع من واقع سلطاته أن يسيطر على عملية الاتصال بينك وبينه فإذا أردت مناقشة موضوع معين لا يرغب في سماعه فإنه يقول لك "ما قلت لي وش أخبار كذا وكذا" وإذا أردت الحديث عن الترقية فإنه يحرك ذاكرته بسرعة ليبحث عن أخطاء أو نواقص في أدائك وبهذا يتمكن من الهروب من موضوع الترقية!!
أما إذا حدثت رئيسك عن بعض الشكاوى، والمشكلات فقد تجده يكلفك بالتفكير في حلها وفي هذه الحالة فأنت أمام خيارين إما أن تعتبر ما قاله رئيسك هو تعبير عن الثقة بقدراتك فهو يوكل إليك مزيداً من المسؤوليات ويكون هذا محل اعتزازك وتقديرك لذاتك.. أما الخيار الثاني فهو أن تعتبر كلام الرئيس مجرد إقفال للموضوع وهروب من المسؤولية.
والسبب في وجود هذه الحالة الضبابية، هو أن الحوار القائم بين الرئيس والمرؤوس هو نوع من الاتصال غير المتوازن، فالمرؤوس ينتظر ما يمليه الرئيس، وهذا الآخر قد لا يعطي لمحاوره الفرصة لتقديم حديث يمكن أن يطلق عليه كلمة حوار، فالمرؤوس وهو عنصر أساسي في عملية الاتصال يتحاور أحياناً مع رئيسه بحذر، وتحت الضغط لأنه يحاول انتقاء الكلمات المناسبة، والوقت المناسب، وتقديم الأفكار والمقترحات الجديرة بإنصات الرئيس.
إن تقدم تقنية المعلومات والاتصال ليس بديلاً للاتصال الإنساني، فإذا كانت التقنية تنقل المعلومات والأفكار بدقة فإنها لا تستطيع أن تفعل الشيء مع المشاعر.