هِمتُ على وجهي طويلاً..
جِبتُ الديارَِ كلها..
كسيرَ القلبِ..
يتيمَ الأمانِ..
فقيرَ المشاعرِ..
أبحثُ عن حنانٍ أستظلُ به..
وقفصٌ صدريٌ يحتوي ضياعي..
أبحثُ عن يدٍ تداوي جراحي..
أبحثُ عن أذنٍ تجمع آهاتي في صيوانِ قلبها..
أفتقدُ كثيراً لعينٍ تذرفُ الدمع لأجلي فتغسلُ معها ذنوبي..
رمتني أحزاني على قارعةِ الألم..
تُحاصرني الريحُ العاتيةُ مع كل إتجاه..
تَزيدُ إتساعَ ثغرةِ ذكرى أليمة..جاهَدتَ أيامي طويلاً لمحوها من الوجود..
إتكأتُ على جدارِ الزمنِ قليلاً..
سألته..بكل إنكسار..
أهذا قدري..أن أعيشَ بين حفرِ الألم..!!؟
لقد صارعتُ أمواجَ البعدِ طويلاً حتى غَرِقت سفينتي..
أزاحني ساخراً..دع قاتِلَتكُ تُنصفكَ أولاً..
آه..ياقاتِلَتي..
أما آن لقلبك أن ينكسر..
أما آن لعينك أن تُشيحَ عن أهدابها..غطاءَ الظلمِ..ويرقَ جِفنُها عن دمعةٍ تبللَ بها قسوته..
قاتِلَتي..
أني أشكو بعدكِ طولَ البقاء..
تجرعتُ على يديكِ كأسَ الحرمانِ..
أضلعي تشتكي من صقيعِ المشاعر..
هجيرُ الفراقِ يقتِلُني عطشاً...
قاتِلَتي..
طالَ بي الأمدُ معذباً..
وأخشى أن أخرجَ من الدنيا راحلاً..
فتتجرعي ألمَ تأنيبِ الضمير بعدي..
بسببِ قتلُكِ لي..
قاتِلَتي..
سأكتبُ وصيتي..بحبرِ من دمي..
لقد أحببتكِ مخلصاً..
فتقبلي بقيةَ مشاعري..
دعيها ترقدُ بدفءٍ على وسادتي..
وضيعها بجواركِ..
في صندوقٍ خشبي..