حين تتهدّل أصابعي على لوحة المفاتيح ... جالسا على مكتبي محتويا لوحة المفاتيح بين راحتيّ ... يدق كعباي الأرض من تحتي في رعدة الخائف الحانق , الثائر الباكي , الرافض كل ألوان الحياة ... تتحرك المفاتيح تحت أصابعي فتنقر على شاشتي سطورا ً ترتجف تنفض معها سنين الشقاء وترفض البقاء وتتمنى اللقاء ....


وحين ترتسم حروفي أكفانا ً ترتل لحن عمري الذي لم يكتمل تنبعث رائحة الموت في جنبات كلماتي ويفوح صوت الصمت يئن في أذني ...


وحين أغلق عليّ شرودي فتعمى عيني عما حولي ولا ضوء في غرفتي سوى فحيح نور شاشتي العذراء التي كنت أعد أناملك الحريرية لتهتك عذريتها لتخطو أولى خطواتك نحو تعلم الكمبيوتر ...


وحيت تجذب كلاليب اللفظ بطون المعاني في رأسي المليء بكل ما يصبو إليه العالِم الساعي إلى أضواء العلوم فتصرخ تلك المعاني رافضة الانصياع لكلاليب اللفظ العنيدة وتخرج حـُبْلى قد بُقرتْ بطونها تقطر دما وتسيح ألما ...


وحين يطفو على سطح خيالي خيانة من باعوك وكأنها قشور نتنة فوق صفحة ماء رقراق طاهر عميق تحجب تلك السطوح النتنة درر ذلك الماء فلا أملك سوى دموع تخرق ذلك السطح النتن فلا تلبث أن تجف لتتولد غيرها ...


وحين يصطدم الحب بشهوة الانتقام ... ويصطدم الطهر بنجاسة الأورام ...


وحين أتنهّد تنهيدة أم تنبض طلقتها الأخيرة لتلد الغلام ...


وحين تنهار الأكتاف تلامس أسطح النعال وحين تتقلب الجنوب على الركام ....

أراك يا ولدي بسمة حائرة لا تجد شفاه ... وأنـّة طائرة تتسلل في عظامي فتشعرني أن هناك حياة ....
حينها تولد قصيدة
أبو القوافي ( 12-1-2007 )